موت يا بابا الموت علينا حق
أم سارة
في المساء تستيقظ ابنته على صوت ارتطام شيء ما تذهب إلى أبيها لتجده يقف بجوار النافذة يحاول استنشاق الهواء، فتقول له "هل بك شيء؟ ماذا بك؟ بابا" فيقول: حاسس أني هموت يا بنتي، فتضحك وتقول "وماله ما تموت يا عم الموت علينا حق"، تقولها وتضحك.
- التصنيفات: الموت وما بعده -
استيقظ كعادته في الصباح صلى الفجر وانتظر حتى أشرقت الشمس، فأتته ابنته وقالت بابا يا ريت تروح لأختي تطمن عليها انت عارف هي في شهرها الأخير من الحمل، يذهب لابنته ويطمئن عليها وأنها لا زال أمامها وقت حتى تضع وليدها، مر على السوق واشترى ما يحتاجه البيت ومر اليوم عادي لا جديد..
في المساء تستيقظ ابنته على صوت ارتطام شيء ما تذهب إلى أبيها لتجده يقف بجوار النافذة يحاول استنشاق الهواء، فتقول له "هل بك شيء؟ ماذا بك؟ بابا" فيقول: حاسس أني هموت يا بنتي، فتضحك وتقول "وماله ما تموت يا عم الموت علينا حق"، تقولها وتضحك.
لم يدر بخلدها أن أباها الذي يشع بالصحة والحيوية حان أجله، ينظر إليها أبوها ويقول نعم الموت حق وينطق الشهادة ويسقط جسده على الأرض، وابنته تنظر في ذهول لا تصدق، "بابا فوق بلاش هزار، بابا بابا رد علي"، "يا عم كفاية بقى ورد علي"، لا مجيب.. نفذ الأجل والابنة في صدمة، اللهم أحسن ختامنا..
فهل لنا في هؤلاء عبرة؟ الطفلة تموت في لحظة والشابة تموت في لحظة والشاب أيضًا في لحظة، وهم أصحاء دون مرض أو هرم، لم تتصور إحداهن أو يتصور أحدهم أن يموت هكذا، فهل سنظل نذنب دون توبة ونقول لسة صغيرين والعمر أمامنا لما أعيش وأفرح شوي، وبعدين أبقى أتوب وأمشي على الصراط وأتعامل بالحسنى هل تضمنين هذا؟
هل تضمنين أو تضمن أن لا تحين لحظة الفراق قبل التوبة؟
هل تمتلكين أو تمتلك الموت والحياة لتتوانى في الطاعة وتلقي بجسدك في النار بسبب متعة لحظية زائلة أو كلمة تهوي بك في قعر جهنم؟ أسأل الله أن يرزقنا التوبة النصوح، وأن يرزقنا رضاه وأن يختم لنا بالصالحات..
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ . وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ . تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ . كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ . وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ . وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ . وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ . إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} [القيامة:22-30].