أفضل من مُجاورة الحَرَمين
أبو فهر المسلم
سُكنَى الشَّام للمُرابطة والجِهاد؛ أفضل من مُجاورة الحَرَمين بلا خِلاف!
- التصنيفات: فقه الجهاد -
قال شيخُ الإسلام رحمه الله:
"فإنَّ أهلَ الشام ما زالوا مُرابطين من أوَّل الإسلام؛ لمُجاوَرتهم النصارى ومُجاهدتهم لهم..! والمُقام في ثغور المسلمين، كالثغور الشاميَّة والمصرية؛ لأجل الجهاد في سبيل الله أفضل من المجاورة بمكة والمدينة، ما أعلم في ذلك خلافًا بين العلماء..!
وليست هذه المسألة من المُشكلات عند مَن يعرف دين الإسلام، وذلك لأن الرباط هو من جنس الجهاد، والمُجاورة من جنس النُّسك! وجنس الجهاد في سبيل الله أفضل من جنس النسك! بكتاب الله، وسُنة رسولِه صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين..
فلذلك؛ كان صالحو المؤمنين، يُرابطون في الثغور، مثل: الأوزاعي، وأبو إسحاق الفزاري، ومخلد بن الحسين، وإبراهيم بن أدهم، وعبد الله بن المبارك، وحذيفة المرعشي، ويوسف بن أسباط وغيرهم.. كانوا يُرابطون بالثغور الشامية، ومنهم من كان يجيء من خراسان والعراق، وغيرهما؛ للرباط في الثغور الشامية..!
ولهذا فضَّل النبيُّ جُندَهم -الشام- على جُند اليمن والعراق! وقد قدَّمنا كون البلد ثغرًا؛ صِفة عارِضة لا لازمة! فلا يُمكن فيه مدحٌ مُؤَبَّد، ولا ذَمّ مُؤَبَّد، إلَّا إذا عُلِمَ أنه لايزال على تلك الصِّفة" (انظر مجموع الفتاوى، وجامع المسائل).
قلتُ:
فَـهنيئًا ثم هـنيئًا.. لإخواننا بأرض الشام وأقطارها!
فقد اختصَّهم اللهُ -وله الحمد والمِنَّة- بكونهم لا زالوا على تلك الصفة؛ أهل جهادٍ ورباط، إلى يومِنا هذا!
وكذا أهل مصر وفلسطين، وكلّ قُطرٍ وبلد يُرابطون على ثُغورهم، ويُجاهدون في سبيل الله أعداءَهم!
فلْيُبْشِروا جميعًا مِن الله الكريم بنصرٍ مبين، وفتحٍ قريب!