الوصية الأولى (1)

صالح بن عبد العزيز آل الشيخ

فإن السبيل؛ سبيل الحق والإيمان واحدة غير متعددة، يعني في أصولها، الأصول واحدة غير مختلفة، وما يسوغ الاجتهاد فيه هذا لا يخرج المجتهدين عن الطريق الواحدة، فقوله تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ) يعني فاتبعوا هذا الصراط الواحد، (وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ).

  • التصنيفات: قضايا الشباب -

فإن السبيل؛ سبيل الحق والإيمان واحدة غير متعددة، يعني في أصولها، الأصول واحدة غير مختلفة، وما يسوغ الاجتهاد فيه هذا لا يخرج المجتهدين عن الطريق الواحدة، فقوله تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ) يعني فاتبعوا هذا الصراط الواحد، (وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)، وهذا السبيل الواحد ميادينه شتى كثيرة، كل واحد منا لو عمل في واحد منها لاستغرق جهدَه، فسبل الله جل وعلا التي هي في داخل ذاك الحديث من الطاعات والعبادات والأعمال الصالحة متعددة، كما قال جل وعلا ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت:69].


قال العلماء قوله (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) يعني السبل التي في السبيل الواحد وهي سبل الطاعات والاتباع في الخيرات، فهي متعددة، وكلٌّ يأخذ بما فتح الله جل وعلا عليه فيه، ولهذا لما قيل للإمام مالك رحمه الله تعالى: أنتَ مالك بن أنس الذي إليه [...] الناس بأبصارهم، نراك مختصرا على العلم، ونراك ضعيفا في غيره؛ فلست من أهل الجهاد ولا المرابطون في الثغور ولست كذا ولست كذا.