الصدّيقة الطاهرة - أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وعن أبيها-
دعْ الأماني.. وجرّد شعرَك الآنا *** وقلّد الحرفَ ياقوتا ومرجانا.
- التصنيفات: الشعر والأدب -
دعْ الأماني.. وجرّد شعرَك الآنا *** وقلّد الحرفَ ياقوتا ومرجانا
واستلهمْ الطُهرَ في آفاق عائشة *** فَرُب قافيةٍ تعلو بها شأنا
رصع بأوصافها تاج القصيد ففي *** أفعالها قدوةٌ تروي حنايانا
في سمتِها سننُ الهادي، وفي دمِها *** نبضُ العقيدة تثبيتا وفرقانا
قد زفّها الله للهادي وطهّرها *** فأشرقت للهدى نصّا وعنوانا
أزكى من السُّحب، أبهى من طيوفِ سنا *** أندى من الشهدِ إيثارا وإحسانا
أسخى من المُزنِ للمحتاج أعطيةً *** كالشمسِ مشرقةً، كالغيثِ هتّانا
أمّاه..يا أمَّ كل المؤمنين ألا *** نَعمتِ آلا وأصحابا وجيرانا
يا زوجَ أطيبَ من زكّى بدعوتهِ *** روحا وفكرا، وأوطانا وأزمانا
قد كنتِ في عينه روضا مشعشعةً *** تجلو عن النفس أوصابا وأحزانا
و كنتِ في سمعه بشرى مرفرفةً *** وكنت في روحه مسكا وريحانا
وكنتِ في أنسه سلوى وعافيةً *** وكنتِ في همّه فألا وسلوانا
نشأتِ في دارهِ من سنّ تاسعةٍ *** فكنتِ من آلِهِ حُبّا وتحنانا
تستعذبينَ الهدى من نبعِ سيرتِهِ *** وهو الذي كانَ فوقَ الأرضِ قرآنا
كنتِ الأبرَّ، فلا واللهِ ما شهدتْ *** أدنى إليهِ وأحنى منكِ إنسانا
بالوحيِ زُوّجْتِهِ يا بنتَ صاحبِهِ *** فكنتِ قُـرّتَهُ، والحبُّ قد بانا
وفي لحافِكِ جاءَ الوحيُ مُتّسِقَا *** وتلكَ تزكيةٌ من عند مولانا
أقمتِ للمصطفى بالحبِّ أروقةً *** وكنتِ للدعوة الغرّاءِ شطآنا
وفي أسى موتِهِ قد كنتِ أقربهم *** ريقا.. ومثوى.. وأحضانا.. ووجدانا
واختار دارك مشكاةً لمرقدِهِ *** إلى مدى حشرِ أولانا وأُخرانا
فالزائرون إلى مغناك قد وفدوا *** يابنت أكرمنا بذلا وأتقانا
و كنت للسُّنّة الغراء تاليةً *** كمشرق الصبح إيضاحا وتبيانا
يا من رويتِ لآلِ البيتِ فضلهمُ *** وفي حديثِ الكِسا بُشرى تَغَشَّانا
فيهم عليٌ وسبطاهُ وفاطمة ٌ *** فأنتمُ الآلُ أرحاما وإخوانا
حبٌ.. وصدقٌ.. وأصهارٌ. وتسميةٌ *** فخابَ من صاغها حقدا وأضغانا
لاتحسبي إفكهم شرا ومفسدةً *** فالله زكّاكِ يا أمّي وزكّانا
أنتِ السَّنا والرِّضا والآي شاهدة *** واللهُ في زمرةِ الأفاكِ أفتانا
من دون عرضك يا أمّاه قد بُذلت *** أعراض أمتنا ما اللهُ أحيانا
عليك مني سلامٌ طاهرٌ عبقٌ *** وطبتِ علما وأخلاقا وإيمانا