قصيدة العشماوي في الدفاع عن أم المؤمنين -رضي الله عنها-
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
حصان أيها الأعمى رزان *** يشير إلى فضائلها البنان.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية - السياسة الشرعية -
حـــصــان أيــهــا الأعــمــى رزان *** يـشـيـر إلـــى فـضـائـلها الـبـنـان
رآهــــا الــمـجـد أول مــــا رآهـــا *** مـبـجـلة لـهـا فــي الـخـير شــان
تــــرى فـيـهـا الــبـراءة مـبـتـغاها *** ويـعـجـب مـــن بـلاغـتـها الـبـيـان
لـها فـي قـلب خـير الـناس حـب *** تــضـلـع مــــن مـنـابـعـه الـجـنـان
سرى في الأفق منه شذاه حتى *** تــعــطـرت الــغـمـائـم والــعــنـان
حـبـيـبـة قــلـبـه روحــــا وعــقــلا *** أحــاط بـهـا مــن الـهادي الـحنان
لــقـد شــهـدت بـحـبـهما الـبـرايا *** وطـــار بــذكـره الـحـسن الـزمـان
حـبـيـبـة ســيـد الأبـــرار أهـــدى *** إلـيـهـا الــحـب فـارتـفـع الـمـكـان
و أم الـمـؤمـنـيـن بـــأمــر ربــــي *** وتـــلــك أمــومــة فــيـنـا تــصــان
لـهـا مــن طـيب مـحتدها شـموخ *** بــــــه تـــأريـــخ أمــتــنـا يـــــزان
لــقـد أعــلـى رســـول الله قــدرا *** لـعـائـشَ فـاسـتـقر لــهـا الـكـيـان
وعـــن جـبـريـل أقــرأهـا ســلامـا *** فـقـل لــي كـيـف يـنـفلت الـعنان
ســــلام مــــن مــلائـكـة كــــرام *** فـــلا عـــاش الـمـكـابر والـجـبـان
ولا عـــاش الـلـذيـن لـهـم قـلـوب *** لــهــا بـمـظـاهـر الـكـفـر افـتـتـان
ومـــا كـــل الـرجـال لـهـم عـقـول *** بـهـا فــي كــل خـطـب يـستعان
فـفـي الـناس الـعقارب والأفـاعي *** ومــن هــو فــي الـخديعة ثـعلبان
نــعــوذ بـربـنـا مـــن كـــل قــلـب *** بـــه مـــن ســـوء نـيـته احـتـقان
ومــن بـعـض الـنفوس بـها لـهيب *** يــثـور بـــه مــن الـحـقد الـدخـان
لــقـد كـذبـوا عـلـى خـيـر الـبـرايا *** ونــالــوا مــــن حـبـيـبته وخــانـوا
ومــــاذا يـنـقـم الـسـفـهاء مـنـهـا *** وفــي تـكـريمها كُـسـب الـرهـان
وكــيـف يــصـح فـيـهـا قــول غــاو *** وعــنــد الله قــــد عــقـد الــقـران
أتُــرمـى زوجـــة الـهـادي بـسـوء *** ويــبـقـى مـــن رمــاهـا لا يـــدان
بـغـيض مــن يـسـيء لـها بـغيض *** عـلـيـه مـــن الـخـنـا والإثـــم ران
إذا أمـــن الــغـواة عــقـاب ذنــب *** تـمـادوا فــي الـغـواية واسـتهانوا
أمــا يـكـفي ابـنة الـصديق وحـي *** تـنـزل فــي الـلحاف لـو اسـتبانوا
أيــــا بــيـت الـنـبـوة أنـــت رمـــز *** عـلـيـه مـــن الـمـهابة طـيـلسان
وفــيـك مـــن الـتـقى نــور مـبـين *** وإحـــســـان وعــــــدل واتـــــزان
وفــيـك الـحـب فـجـر مــن حـنـان *** بـه الـناس اسـتضاءوا حـيث كانوا
وفــيــك تــدفــق الــقــران نــهـرا *** وفــــي جـنـبـاتـك ارتــفــع الأذان
وفـيـك وشـائـج الـقربى تـسامت *** وعــنـهـا صـــدّق الـخـبـر الـعـيـان
ســمـا بـمـقامك الـعـالي رســول *** وزوجـــــات كــريــمـات حــســان
لــعـائـش فــيــك مـنـزلـة ولــكـن *** لــهـن الــقـدر والــحـق الـمـصـان
أيـــا بــيـت الـنـبـوة أنـــت صــرح *** عــظــيـم لا تــطــاولـه الـــرِّعــان
بــرغــم الـحـاقـدين تــظـل رمـــزا *** بـــه الإيــمـان يــشـرق والأمـــان