يوم الحساب اليوم .. يا قذافي
يومُ الحسابِ اليومَ يا قذافي *** فانعمْ به، في نشوةِ استخفاف.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية - الشعر والأدب -
يومُ الحسابِ اليومَ يا قذافي *** فانعمْ به، في نشوةِ استخفاف
نلتَ المصيرَ، وكنت تهزأ ساخراً *** في قمةٍ، بنهايةِ الأسلاف
وتقول جاء الدورُ.. فانتظروا.. ولم *** تعبأ بقولٍ نمَّ عن إنصافِ
لكن مضيت على طريقك عابثاً *** تستتبعُ الإسراف.. بالإسرافِ
وتقول: من أنتم.. ؟! وتنسى أنهم *** نعمَ الرجال.. ذوو جوابٍ شافِ
صبروا وبعض الصبر يطوي تحته *** نارَ انتظارٍ مرّة الأوصافِ
وتفرقوا في الأرض لم تحفل بما *** عانوه من بادِ الأسى، أو خافِ
ومضت عقود في الظلام، وليبيا *** في الأسر تنزِف صفوة الأشراف
لم يخل بيت من بلاءِ مصيبةٍ *** عصفت به في فورةِ استنزاف
أو تخل نفس من نكالٍ سامها *** جلادها.. فيه النكال الصافي
لكن حسابات المصالحِ لم تزلْ *** تطفو، وتظهر حِنكة الأحلافِ
أترى سينسى الناس عهداً لم يكن *** غيرَ السنين من البلاءِ عجافِ؟!
ومدمرٍ، ما كان قط معمراً *** إلا السجون.. تعجّ بالآلاف!!
متجبّر.. في كل ما من شأنه *** قهرٌ يمارسه بلا استنكاف
متفلسفٍ.. لكن تنوء بجهله *** شمّ الجبال.. وتستجير فيافي
اليوم جاوبك الرجال.. لأنهم *** هم صفوة الأحرارِ يا قذافي
من راح في أنبوبِ صرف يتقي *** ذل المصير.. وسطوة السيّاف
فهو الأحقُّ بوصف جرذٍ هاربٍ *** من شعبه، في خسةِ الإخلافِ
وهو الجديرُ بأن يساق لحتفه *** في موكبٍ لغدِ القصاصِ موافي
أنسيت في «بوسليم» من أسقيتهم *** كأس الردى، في غدرةِ الأجلاف؟!
أو سقتهم للحتف ممن غادروا *** متغربين..، بسطوة الإرجاف
أو نلت ممن قال حقاً مخلصاً *** ليذوق سوط اللومِ.. والإعناف
أو رحت بالزحف الكذوب ملاحقاً *** من راح في صمت وفي إعفافِ
يبني، فتهدم ما بناه، تكلفاً *** وتذيق ليبيا حسرة الإتلاف
حتى يفرَّ مثقف ومؤهل *** وتظل تنعم بالثراء.. الضافي
ويقومَ أهلك وحدهم في نعمةٍ *** مرموقةٍ، موفورةِ الأطراف
والناس تغرق في الشقاء، ومن ينل *** حظاً كبيراً، نالَ حد كفاف
لم تبنِ جيشاً للبلادِ معززاً *** يعلي مواطن.. حرةَ الأكناف
ويقيمُ مجداً في البلاد.. وعزة *** وترصُّ أكتاف.. إلى أكتاف
لكن حشدت كتائباً.. وجعلتها *** مسعورة تجري بشرّ مطافِ
ليست لغيرك في الحياة.. حياتها *** أو موتها.. في رعشةِ استشراف
لم تعرف الشرف الرفيع، ولم تعش *** يوماً لغير.. القتل.. والإسفاف
فاهنأ بهم.. من بعد ما أشبعتهم *** ذلا، وما استظرفت من إلحافِ
واغنم نهاية كل باغٍ غرّه *** زيف الجليس، وخدعةُ الهتّافِ
وتزلُّفُ الأوغاد في غرب الخنا *** كي يغنموا مالاً.. من الإجحاف
وخديعة العرّافِ.. حين جعلته *** حكماً.. أتجهل خِدعة العرّافِ؟!
هذا مصيرك.. قد نسجت خيوطه *** بيديك.. فاحصدْ حكمة الألطاف
واتركْ سطوراً للذين نصحتهم *** بدمشق يوماً، في قِرى الأضياف
قل: لن يدوم الظلم.. لكن ينتهي *** في لحظةٍ، ويذوق موت زؤافِ
ويعود للأرض السلامُ.. وتنتشي *** ألفافها.. في بهجةِ الألفافِ
وتطل شمس بالضياء.. نقيةً *** بالجوهر المتألّقِ الشفافِ
لم تغشها سحب الظلام، وإنما *** سحبٌ تمور برقَّةِ الأصداف
وتعود للشعب البلاد بأسرها *** مزهوّةً.. ريّانةَ الأعطاف
اليوم يومٌ في الزمان مبجّل *** فاهنأ بيوم الحسم..يا قذافي
سعد عطية الغامدي