العابثون في فنون الشريعة: إذ يتدخّل في علوم الشريعة من تخصُّصه بغيرها، وينسى اختصاصه!!

خباب الحمد

مِمّن يحلو لهم أن يكونوا ضمن دائرة المثقفين أو المفكرين = فترى الواحد منهم يدرس كيمياء أو فيزياء أو طب أو قانون أو صحافة وإعلام أو دراسات إنسانية أو دراسات تنموية، وغيرها من تلك الاختصاصات المُفيدة التي تحتاجها الأمّة.

  • التصنيفات: العقيدة الإسلامية -

لحظتُ أن الفاشل في خدمة تخصصه أو لنكن أكثر أدبًا؛ الكسول في تخصصه وهُم كُثُر!!... 

مِمّن يحلو لهم أن يكونوا ضمن دائرة المثقفين أو المفكرين = فترى الواحد منهم يدرس كيمياء أو فيزياء أو طب أو قانون أو صحافة وإعلام أو دراسات إنسانية أو دراسات تنموية، وغيرها من تلك الاختصاصات المُفيدة التي تحتاجها الأمّة.. 

وليته يُبدع في تخصُّصه وفنّه ويُتابع آخر النوازل المتعلّقة بدراسته ويجري كل ما من شأنه الإبداع فيه .... 
لكنّه يترك ذلك كلّه، ثمّ يُقبل على الحديث في قضايا شرعيّة مُتخصّصة، وهو فيها مثله مثلُ عموم الناس = أي أنّه: عامّي في الشريعة ليس من أهل الاجتهاد والتخصص.

وبدلاً من إقباله على علوم الشريعة ليستفيد منها؛ ويقوم بعملية التأصيل العلمي الشرعي وأخذ الكفاية من التحصيل الشرعي الكافي؛ الذي يشهد له به أهل الاختصاص في علوم الشريعة.

تراه يستصعب الطريق ويستطيل مشوار طلب العلم الشرعي من بداياته؛ فيبدأ يتفكّر في بعض النصوص الشرعيّة وطريقة أهل العلم في التعامل معها؛ ثمّ يُحاكمُ ذلك ربّما لطريقته التي درسها بِحكم الرواسب والخلفيّة العلميّة التي تلقّاها؛ أو مُحاكماته العقليّة للنصوص الشرعيّة.

المهم يبدأ ينعى على علماء الشريعة ضيق أفقهم وقلة حيلتهم بالاجتهاد في قضايا العصر وعدم مواكبة كثير منهم وتطوير الأحكام الفقهية في هذا الزمن الذي تتطور فيه العلوم وتنضج الأفكار.

ثم يقوم بعضهم بعملية (إحلال البديل الشخصي) إذ يعرض نفسه مجدداُ أو متفكراُ في قضايا الشريعة ويأتينا بما لا تصدِّقُه النقول وما تُحِيلُه العقول؛ ويظن أنه بهذا قد فُتح عليه فتحاً مبيناً بتفسيراته الجديدة وتفكيكاته الحداثية وتجديفاته الملتوية!

وهو بين كل فينة وأخرى يُعطيك تقليعة جديدة؛ وطريقة فكريّة خاصّة في دراسة النص الشرعي والتعامل معه بما يظنّه قد استخدم الموضوعيّة ليكون من أهل الموثوقيّة!!

وهنا تساؤلات جادّة :
1) هل كان الفشل أو عامل الكسل في خدمة تخصصه العلمي بابة يُسمح له من خلالها أن يدخل ساحة الشريعة بدعوى أن الدين للجميع والاجتهاد لا يكون مقتصرا على أناس دون آخرين؟!
2) لماذا لا نرى له -حضرة جنابه- إبداعات في ميادين النزال العلمي الذي قد تخصص فيه؛ وبراءات اختراع له، لتظهر إبداعاته وابتكاراته وشقشقاته في علومه التي تخصص فيها؛ ولماذا لا يقوم هو كذلك بالتطوير والتعمير والتثمير للإبداع في مجال تخصصه؟!
3) ماذا جنى هؤلاء القوم على تراثنا وميراثنا وثوابتنا؟!! 

ولا يُوجد من ينتهض له ويقوم بحراسة مسائل الشريعة من أن يتحدث فيها الغمر أو ذلك المُتعالم...
بل حتّى علماء الشريعة قد يستحي أحدهم أن يقول للمُتعالم الغمر الدّعِي:
ليس من حقّك أن تجتهد في هذه المسائل فأنت لا تملك حق الاجتهاد.
فيما لو أنّ مُتخصّصاً في الشرعية دخل متحدثا في قضية فيزيائية دقيقة؛ بدعوى أنه مثقف ثقافة عامة؛ وهو كثيراً ما يعبث ويُطقطق في الكيبورد باحثاً في "جوجل" عن بعض قضاياء الفيزياء ومستمعاً لبعض الفيزيائيين....
وفجأة!

بدرت له بادرة ليقول رأياً... نعم إنّه مُجرد رأي فيزيائي بدعوى أنّ العلم بالفيزياء ليس حكراً على أحد ولا ينبغي أن يُحجر فيه على مُتحدث؛ وهذا الرأي فيه من الجهالة العلميّة الفيزيائيّة ما يكتشفه الجادون في البكالوريوس= فبالله عليكم كم سترون من فضيحة وخيبةِ ذكرٍ له تجرُّ عليه الويل والثبور وعظائم الأمور؛ حتّى يشعر بالخزي أن تحدث فيما لا يُحسنه؛ حين رماه أهل الشرق والغرب والشمال والجنوب عن قوسٍ واحدة، وقاموا بفضيحته علمياً، و وقفوا له مسكتين إياه!