أحسن طرق التفسير
أبو الهيثم محمد درويش
يتحير طالب العلم المبتدىء أي طرق التفسير أفضل وأضمن حتى يبدأ بتعلم التفسير بداية سليمة.. فهناك تفسير لغوي وهناك تفسير بلاغي وهناك تفسير بالمأثور.. ألخ، يجيب الإمام ابن كثير رحمه الله على هذا السؤال إجابة كافية شافية وافية
- التصنيفات: القرآن وعلومه -
يتحير طالب العلم المبتدىء أي طرق التفسير أفضل وأضمن حتى يبدأ بتعلم التفسير بداية سليمة..
فهناك تفسير لغوي وهناك تفسير بلاغي وهناك تفسير بالمأثور.. ألخ.
يجيب الإمام ابن كثير رحمه الله على هذا السؤال إجابة كافية شافية وافية فيقول: فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟
فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له..
بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن، قال الله تعالى : {إِنَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [ النساء:105]، وقال تعالى: {وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل:44]، وقال تعالى: {وَمَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل:64].
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » يعني: السنة.
والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن ؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن، وقد استدل الإمام الشافعي رحمه الله وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.
والغرض أنك تطلب تفسيرَ القرآن منه، فإن لم تجدْه فمن السنة، وحينئذ إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين.