ما بعد الدّفء

بأجسادنا الدافئة.. تُدثرها أغطية ملوّنة كثيرة ..
غير أنّ قلوبنا وأرواحنا ترتعش وربّ مُحمد..
يلفّهما ظلام مؤلم..
الله عدل يا صغيري.. عدل.. أتَعي!
لنا بردنا ولكم بردكم!
غير أنّا نحسبكم .. وبوعد الله ورحمته وعدله.. خيرًا منا!
وجزاؤكم من عند الكريم .. جزاءً موفورًا..

ثِق يا صغيري أننا مثلك، لا ننعم بالشتاء!
قد نتكوّم على أسرّتنا، تحتضن أيادينا أكوابًا ساخنة شهيّة..
غير أنّ حال القلب يعلمه الله وحده..
رُغم شقوته، وهوانه وفتوره والشّبع الذي كاد يصمّه! ما زال به نبض يتألّم!
جسدكَ المُبلل بماء المطر، وطين الأرض.. ولفح العواصف وثلوجها هُنا وهناك..
أطرافك التي لا تكفّ رعشتها .. صقيع الأرض .. ورأسك الصّغير ..
عيونك الناظرة لغير هُدى.. المنتظرة المتسائلة عن حقيقية ما يحدث! أهذا هو العالم!
أهذا هو ما أراده الله من المسلمين وما وضّحه لهم في {إنما المؤمنونَ إخوة} !
وجسدك الصغير يا وجع قلبي وهو منكمش على هذه الأرض القاسية.
يُقابله نحن!

بأجسادنا الدافئة.. تُدثرها أغطية ملوّنة كثيرة ..
غير أنّ قلوبنا وأرواحنا ترتعش وربّ مُحمد..
يلفّهما ظلام مؤلم..
الله عدل يا صغيري.. عدل.. أتَعي!
لنا بردنا ولكم بردكم!
غير أنّا نحسبكم .. وبوعد الله ورحمته وعدله.. خيرًا منا!
وجزاؤكم من عند الكريم .. جزاءً موفورًا..

نُنَعّم .. غير أنّه الشقاء بعينه إن كان دون عملٍ صادق ..
نُنعّم .. غير أنه قد يكون ابتلاءً أو بلاءً أشدّ من كُل لفحات برد الكون.
فما معنى أن ننعّم .. ونرقد … بدلًا من وثبة قويّة تُحلّق دَومًا عن أوحال الأرض، لمعاليها ..
شقاء نرتع فيه يا صغير.. إن لم نفطن لمسؤوليّة ما زالت مُلقاة على أعناقنا،
علّنا.. يومًا.. نفيق فنستشعرها! ونعمل ونُحسن .. بدلًا من أن نضلّ ونُستَبدَل!
جمعينا ينتظر هذه اللحظة..
حين يسمح لنا الرّحمن.. بدخول جنّته.. برُؤية نور وجهه الكريم!
حينها فقط سيكون الدّفء.. والفَرح السّرمدي.
سيكون نعيم ما ورد على قلب بَشر!
والامتحان قد انتهى، لنا ولكم.
وظَهرت كُل النتائج والعلامات!


صغيري..
يُخيّل إليَّ دومًا أنّ عامِلنا، مُحسِننا، تَقيّنا.. عالِمنا، مُفكّرنا..

كلنا .. سندخل الجنة بعدكم.. إن عفوتم عنّا وسامحتمونا.

إن غفرتم لنا خطيئة الخُذلان .. وغفرتم لقلوبنا القاسية،

التي تتحدّث كثيرًا وتعمل قليلًا.

فالله يعفو عن العبد بعد أن يغفر العبد ظلم أخيه له وكم ظلمناكم بخذلاننا لكم.

ستُحلّقون أنتم .. في دار خُلدٍ ..

وسنخرّ نحنُ سُجدًا .. أن غُفرانكَ اللهُمّ.

---------------

بقلم: أملْ ناجح