نساء فلسطين.. كفاح في ظل غياب "الضمان الاجتماعي"

تكافح أم محمد أبو فرحة في العمل الشاق في قطاع الزراعة في مناطق مختلفة حسب الموسم الزراعي في أراضي 48، وأحيانا في سهل مرج ابن عامر في جنين لتعول أسرتها المكونة من سبعة أفراد بعد أن أصبحت المعيلة للأسرة إثر وفاة الزوج في مرض عضال.

  • التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -

تكافح أم محمد أبو فرحة في العمل الشاق في قطاع الزراعة في مناطق مختلفة حسب الموسم الزراعي في أراضي 48، وأحيانا في سهل مرج ابن عامر في جنين لتعول أسرتها المكونة من سبعة أفراد بعد أن أصبحت المعيلة للأسرة إثر وفاة الزوج في مرض عضال.
وتفتخر أم محمد أنها بعملها خرّجت أربعة من أبنائها من الجامعات وتستمر في كفاحها لتكتمل فرحتها بجميع أبنائها وسط حياة صعبة ولكنها مليئة بالنجاحات.

وفي المقابل ترأس أم العبد أبو الهيجاء أسرتها من عام 2002 وتقوم بأدوار الزوج إثر اعتقال زوجها الشيخ جمال أبو الهيجاء والحكم عليه بالسجن المؤبد تسع مرات، وهو ما أجبرها على تحمل مسئوليات صعبة وفي ظروف بالغة القسوة تخللها استشهاد ابن واعتقال أبناء آخرين، ليضاف إليها مسئولية قيادة أسرتها وأسر أبنائها المعتقلين.

ولا ترى أم العبد في حديثها لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، أن قيادة الأسرة في هكذا ظروف عملية سهلة، مشيرة إلى سلسلة طويلة من الصعوبات التي تجعل من قيادة المرأة لأسرة في ظل استهداف الاحتلال المستمر لها عملية ليست عادية.
وأكدت أن هذا قدر المرأة الفلسطينية التي عليها تحمل مسئوليات في فترات حياتها تختلف عن كثير من نساء العالم، فهي شريكة الرجل في مشوار التحرر بكافة الظروف والمستويات.

وفي سنوات مضطربة، قادت النائبة منى منصور، زوجة الشهيد القائد جمال منصور أسرتها بعد اغتيال زوجها عام 2001 لتعبر بأبنائها الصغار إلى بر الأمان ليتخرجوا من الجامعات في أفضل التخصصات، وفي ذات الوقت دخلت معترك العمل السياسي وغدت نائبة في المجلس التشريعي منذ عام 2006.
قيادة بظروف صعبة

وتوضح بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى تزايد في أعداد الأسر التي ترأسها وتعولها نساء في فلسطين، حيث بلغت عام 2014 ( 10.1%) من مجمل الأسر في الضفة الغربية و( 7.7 %) في قطاع غزة.

وتشير الناشطة في قطاع المرأة، أمل عواد، إلى أن المرأة التي تعول أسرة تعيش في بداية الأمر في فترة انتقالية قاسية قبل أن تتمكن من التأقلم مع الوضع الجديد.
وأضافت أن المجتمع ليس في كل الأوقات يكون مساعدا للمرأة التي تجد نفسها في وضع قيادة الأسرة، مما يفرض تحديات إضافية أمامها خاصة في ظل الأحوال الاقتصادية والسياسية الصعبة بشكل عام.
غياب الضمان الاجتماعي

بدوره، يشير الباحث الاجتماعي ناصر فريحات أن إعالة المرأة الفلسطينية للأسرة وقيادتها لها تكون إما دائمة وإما مؤقتة، ففي غالبية الأوقات تكون مرتبطة بوفاة الزوج نتيجة حادثة أو مرض أو استشهاد جراء استهداف الاحتلال، وأحيانا تكون مؤقتة نتيجة اعتقال الزوج أو إصابته بالمرض لفترات تكون قصيرة أو طويلة.

واستطرد قائلا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "ما يفاقم معاناة الأسر التي تعولها نساء هو عدم وجود نظام للضمان الاجتماعي في فلسطين يضمن الحياة الكريمة للأسرة في حال فقد المعيل مما يجعل الأسرة عرضة للتقلبات ويفرض على الزوجة أن تجد السبل لتدبر أحوال الأسرة".

وأكد أن المجتمع الفلسطيني ما زالت تسوده قيم الترابط الاجتماعي والتراحم والتكافل والمعونة وهي شبكة الأمان الرئيسية التي تعزز صمود هذه الأسر.


المركز الفلسطيني للإعلام