إياك والوقوع!

أبو الهيثم محمد درويش

من اتَّقى الأمور المشْتبَهة عليه، التي لا تتبيَّن له: أحلال هي أو حرام؟ فإنَّه مُسْتَبرئ لدينه، بمعنى: أنَّه طالبٌ له البَرَاء والـنَّزَاهَة مما يُدَنِّسه ويُشِينه.

  • التصنيفات: تربية النفس - تزكية النفس - مساوئ الأخلاق -

يحتك بحدود المحارم!

وتزوغ العين إليها!

ويتوق الفؤاد!

وتكاد قدمه ترفعه لينظر إلى الممنوع من فوق الحاجز المرفوع!

وفجأة!

يمتليء القلب بالرغبة، وتتحرك الإرادة بالفعل، ويقع المحذور.

لماذا؟

لأنه اقترب، وأخذ يقترب، ويشرئب للفتنة، ويتوق للمحرم، ويقترب من الحدود حتى وقع في المحذور، وزلت القدم، فوقع في الحفرة!

عن النُّعمان بن بَشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما مُشَبَّهات، لا يعلمها كثير من النَّاس، فمن اتَّقى المشَبَّهات، استبرأ لدينه وعِرْضه، ومن وقع في الشُّبهات، كرَاعٍ يرعى حول الحِمَى، يوشك أن يُوَاقعه، أَلَا وإنَّ لكلِّ ملك حِمَى، أَلَا إنَّ حِمَى الله في أرضه محارمه، أَلَا وإنَّ في الجسد مُضْغة، إذا صَلُحَت، صَلُح الجسد كلُّه، وإذا فَسَدَت، فَسَد الجسد كلُّه، أَلَا وهي القلب» (البخاري).

قال ابن رجب: "من اتَّقى الأمور المشْتبَهة عليه، التي لا تتبيَّن له: أحلال هي أو حرام؟ فإنَّه مُسْتَبرئ لدينه، بمعنى: أنَّه طالبٌ له البَرَاء والـنَّزَاهَة مما يُدَنِّسه ويُشِينه".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام