هكذا الملك؛ فكن من جنده
أبو الهيثم محمد درويش
وإن كان ملك الدنيا يدافع عن جنده؛ فما بالك بحماية الملك الحق لجنده.
- التصنيفات: القرآن وعلومه -
أتعجب لمن يتوقون لخدمة ملوك الدنيا والقرب منهم، وفي الوقت ذاته تجدهم أبعد الناس عن ملك الملوك سبحانه وتعالى.
ملك الدنيا يتكبر عليك ويتعالى ويقف بينك وبينه ألف حاجب ولا ترتقي لديه إلا بشق الأنفس.
بينما ملك الملوك سبحانه يعطف عليه ويفرح بتوبتك وليس بينك وبينه أي حجاب وكلما تقربت إليه زادك في درجات الجنان ومراتبها وأعلى قدرك في العالمين، وأمكن حبك في قلوب العباد.
فإن كان ملك الدنيا الفانية يكرم جنده؛ فما بالك بكرم ملك الملوك سبحانه.
وإن كان ملك الدنيا يدافع عن جنده؛ فما بالك بحماية الملك الحق لجنده.
المهم الآن أن تصبح من جنده:
وتأمل معي من هو الملك الحقيقي:
قال ابن كثير رحمه الله:
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، ومالك مأخوذ من الملْك، كما قال: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [مريم:40]، وقال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ} [الناس: 1-2]، وملك: مأخوذ من الملك كما قال تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر:16]، وقال: {قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ} [الأنعام:73] وقال: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا} [الفرقان:26].