سؤال الهداية
أبو الهيثم محمد درويش
أعظم منحة ربانية أن يهدي الله تعالى عبده إلى صراطه المستقيم ويثبته عليه.. هذا معناه الوصول إلى الجنة بإذن الله تعالى وكرمه ومنه وتوفيقه، وهذه تسمى هداية التوفيق.
- التصنيفات: القرآن وعلومه -
أعظم منحة ربانية أن يهدي الله تعالى عبده إلى صراطه المستقيم ويثبته عليه..
هذا معناه الوصول إلى الجنة بإذن الله تعالى وكرمه ومنه وتوفيقه، وهذه تسمى هداية التوفيق.
وللأسف! قد يظن البعض أنه لا يحتاج إلى سؤال الله الهداية، طالما أنه لا يقترف معصية أو طالما يفعل ما يؤمر به..
ونفس هذا التساؤل طرحه الإمام ابن كثير في تفسيره لسورة الفاتحة وأجاب عليه قائلاً:
"فإن قيل: كيف يسأل المؤمن الهداية في كل وقت من صلاة وغيرها، وهو متصف بذلك -أي متصف بالإيمان-؟ فهل هذا من باب تحصيل الحاصل أم لا؟
فالجواب: أن لا. ولولا احتياجه ليلاً ونهارًا إلى سؤال الهداية لما أرشده الله إلى ذلك، فإن العبد مفتقر في كل ساعة وحالة إلى الله تعالى في تثبيته على الهداية، ورسوخه فيها، وتبصره، وازدياده منها، واستمراره عليها، فإن العبد لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كل وقت أن يمده بالمعونة والثبات والتوفيق..
فالسعيد من وفقه الله تعالى لسؤاله؛ فإنه تعالى قد تكفل بإجابة الداعي إذا دعاه، ولا سيما المضطر المحتاج المفتقر إليه آناء الليل وأطراف النهار، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نزلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزلَ مِنْ قَبْلُ} [النساء من الآية:136]، فقد أمر الذين آمنوا بالإيمان، وليس في ذلك تحصيل الحاصل، لأن المراد الثبات والاستمرار والمداومة على الأعمال المعينة على ذلك، والله أعلم".
وقال تعالى آمرًا لعباده المؤمنين أن يقولوا: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].