من أسباب استجابة الدعاء

والأكل من الحلال يكون سببًا في قبول الدعاء، كما أن الأكل من الحرام يكون مانعًا من قبول الدعاء

  • التصنيفات: الذكر والدعاء -


قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا} [البقرة:168]؛ أي: مستطابًا في نفسه غير ضار بالأبدان ولا بالعقول، كما أن الأكل من الحرام يكون سببًا في ضرر الأبدان والعقول؛ فقد روى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: تليت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم، فقام سعد بن أبي وقاص، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال: «يا سعد، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفسي بيده إن الرجل ليقذف باللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يومًا، وأيُّمَا عبد نبت لحمه من السحت فالنار أولى به».

وقال الله تعالى مخاطبًا عباده المؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة:172]، فهذا أمر من الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين بالأكل من الحلال الطيب، والأكل من الحلال يكون سببًا في قبول الدعاء، كما أن الأكل من الحرام يكون مانعًا من قبول الدعاء؛ فقد روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:51]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء، ويقول: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!»؛ أي: فكيف يستجاب لذلك؟! والاستفهام هنا إنكاري، فعلى المسلم أن يتحرى المأكل والملبس والمشرب الحلال؛ حتى يتقبل الله تعالى منه دعاءه.

وصلى الله  تعالى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 

أبو العطا عبد القادر الزغ