لمن يريد فهم ما يحدث في اليمن
عامر عبد المنعم
إن الخطر الأكبر الذي تواجهه الأمة خلال السنوات الأخيرة هو المشروع الإيراني الفارسي الذي يبتلع الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، متفوقًا في إجرامه على المشروع الصهيوني والمشروع الصليبي الغربي، هذا المشروع الذي يرفع لواء نشر التشيع الاثنى عشري يهدف إلى تحقيق الحلم الفارسي بالتوسع حتى البحرين المتوسط والأحمر، والسيطرة على مضيقي هرمز وباب المندب لوضع الجزيرة العربية بين فكي كماشة.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
هذه قصة المشروع الإيراني الذي يريد ابتلاع المنطقة..
استولوا على العراق وسوريا ولبنان ولو تمكنوا من صنعاء سيتجهون إلى مكة.
إن الخطر الأكبر الذي تواجهه الأمة خلال السنوات الأخيرة هو المشروع الإيراني الفارسي الذي يبتلع الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، متفوقًا في إجرامه على المشروع الصهيوني والمشروع الصليبي الغربي.
هذا المشروع الذي يرفع لواء نشر التشيع الاثنى عشري يهدف إلى تحقيق الحلم الفارسي بالتوسع حتى البحرين المتوسط والأحمر، والسيطرة على مضيقي هرمز وباب المندب لوضع الجزيرة العربية بين فكي كماشة.
هذا التمدد الإيراني ما كان له أن يسيطر على أربع عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء) إلا بالتحالف مع المشروع الصليبي، حيث يجمعهما العداء للمسلمين السنة، وكأن التاريخ يعيد نفسه؛ حيث تحالف الفرس -الشيعة من قبل- مع التتار عندما اجتاحوا أراضي الخلافة العباسية وكان (ابن العلقمي) الشيعي وزير الخليفة العباسي رمزًا للخيانة، ونفس السلوك تكرر عندما تحالفت الدولة الصفوية مع الغرب الصليبي ضد الخلافة العثمانية وأنهكتها طوال مائتي عام.
ظهر التحالف الحديث بين المشروعين الإيراني والأمريكي الغربي الصليبي منذ أحداث سبتمبر 2001 ضد الأمة الإسلامية، عندما أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق (جورج بوش) الحرب الصليبية على العالم الإسلامي باسم مكافحة الإرهاب، وبدأ بغزو دولتين إسلاميتين ردًا على تفجير برجي مبنى التجارة العالمي.
كانت المحطة الأولى التي ظهرت فيها بوادر هذا التحالف هي أفغانستان، عندما شاركت طلائع القوات الإيرانية أمريكا وحلف الناتو في إسقاط حكومة طالبان الإسلامية، وغزو البلد العضو في منظمة المؤتمر (التعاون) الإسلامي التي كانت إيران عضوًا فيها ورئيسًا لها، وسبقت فرق الجيش الإيراني قوات التحالف الصليبي الغربي الذي تقوده أمريكا في دخول مدينة مزار شريف وارتكاب المذابح ضد الأفغان السنة.
اندفعت القوات الإيرانية إلى كابول ولم تستجب لنداءات قادة التحالف الغربيين بالتمهل والانتظار لحين اكتمال الاستعدادات، ودخل الإيرانيون مع تحالف الشمال آنذاك في ظل الغطاء الجوي للطيران الصليبي وعاثوا فيها فسادا.
شارك الإيرانيون وشيعة أفغانستان في كل الإجراءات العسكرية والسياسية جنبًا إلى جنب مع الصليبيين بعد ذلك لترسيخ أركان الاحتلال منذ يومها وحتى اليوم، وكانت التجربة الأفغانية نموذجًا مبهرًا للصليبيين وبروفة لما تم بعد ذلك ضد السنة.
المحطة الثانية: عندما كرر الإيرانيون وأتباعهم من شيعة العراق نفس السلوك الانتهازي والعدواني في المشاركة في غزو العراق وقتل السنة، حيث دخل الشيعة على الدبابات الأمريكية، وبالتنسيق مع إيران أعطى الأمريكيون السلطة للشيعة ونصبوا المذابح للشعب العراقي السني.
بعد قرار حل وتسريح الجيش العراقي شكل العسكريون الأمريكيون الأجهزة الأمنية والجيش الطائفي من شيعة العراق التابعين لمرجعيتي النجف وقم، ومكّن الاحتلال الأمريكي الشيعة الأوفياء لهم من السيطرة على مفاصل الدولة واعتمدوا عليهم في قتال السنة تحت القيادة العسكرية الأمريكية حتى انسحاب الأمريكيين في 2011، وتم التسليم الكامل للدولة لعملاء إيران، وترك الجيش الأمريكي أسلحته للميليشيات الطائفية التي تم جمعها تحت مسمى الجيش العراقي الذي يدار من إيران بالتنسيق مع الأمريكيين.
لقد فاقت الفظائع التي ارتكبها الجيش العراقي الطائفي والميليشيات التابعة له ضد السنة العراقيين ما فعله الاحتلال الأمريكي، ولون السجل الذي يحوى هذا الإجرام أسود كقرن الخروب، ولازالت هذه الفظائع ترتكب حتى اليوم.
المحطة الثالثة: التعاون الإيراني الغربي في سوريا للإبقاء على نظام بشار وحمايته من السقوط، حيث توفر أمريكا الغطاء الدولي للوجود العسكري الإيراني لدعم بشار وارتكاب المذابح ضد الشعب السوري السني، وتمنع أمريكا صدور أي إدانة للوجود العسكري الإيراني في الدولة السورية.
تمنع أمريكا تسليح الثوار السوريين وتحافظ طوال الوقت على تساوي كفة بشار العسكرية وحلفائه الشيعة من ناحية، وكفة الثوار من ناحية أخرى حتى لا يحسم الصراع إلى أجل غير مسمى.
المحطة الرابعة: التأييد الأمريكي والغربي لوجود حزب الله العسكري في سوريا، والتستر على مشاركة ميليشيات الحزب الشيعي اللبناني في قتل الشعب السوري، وانكشف من سير الأحداث في الملف الإسرائيلي اللبناني التحالف بين إيران وأمريكا لضبط المناوشات بين إسرائيل وحزب الله وعدم توسع التحرشات بين الطرفين واحتوائها، وجعلها تحت السيطرة، وتهدئة الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
المحطة الخامسة: تمكين الأمريكيين ميليشيا الحوثي التابعة لإيران من حكم اليمن والسيطرة على أسلحة الجيش اليمني الذي تديره وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بشكل مباشر.
استخدمت أمريكا الأمم المتحدة وممثلها (جمال بن عمر) لتوفير الغطاء الأممي للانقلاب الميليشياوي، ولعدم صدور أي إدانة ضد الإرهاب الحوثي الذي يمارس جهارًا نهارًا ضد الأغلبية اليمنية السنية.
وهذا التحالف الإيراني الأمريكي لتسليم اليمن للحوثي استخدم بعض الأوراق السياسية مثل (علي عبد الله صالح، وعبد ربه منصور هادي) للوصول إلى النتيجة النهائية وهي سيطرة الحوثي على العاصمة وفتح الطريق له للسيطرة على كل اليمن.
لماذا يقف الغرب مع الشيعة ضد السنة؟
الصراع بين الغربيين والإسلام صراع تاريخي نابع من العداء للإسلام كدين وللمسلمين كأمة، وبسبب هذه الكراهية لدين الإسلام ومعتنقيه كان أسلوب الغرب في التعامل مع أمتنا هو الحرب والعدوان، وبسبب هذه الروح العدائية تجاه المسلمين تعرضت الأمة لثلاث موجات حربية منظمة؛ الأولى: الحروب الصليبية، والثانية: الحملات الاستعمارية، والثالثة: الحروب الاستباقية.
لقد انكسرت الحروب الصليبية على يد (صلاح الدين الأيوبي)، ولكننا منذ الحملات الاستعمارية ونحن خاضعون للسيطرة الغربية، وجاءت الحروب الأخيرة الاستباقية لمواجهة حالة التمرد الإسلامي ومحاولات التحرر لإنهاء القبضة الاستعمارية.
طوال العقد الماضي لم تفلح حروب أمريكا وحلفائها الغربيين في وقف حالة التمرد الإسلامي، وانقلب السحر على الساحر، ولم تستطع أمريكا الصمود أمام المقاومة في العراق وأفغانستان، فاضطرت للانسحاب من الأولى في 2011 ومن الثانية في 2014 بعد خسائر عسكرية جسيمة واقتصادية هائلة قضت على الطموحات التي أعلنت في بدايات القرن الذي أطلقوا عليه القرن الأمريكي، ولم يعد باستطاعة الولايات المتحدة خوض حروب برية، وفقدت الكثير من مقومات الصعود لتبدأ مؤشرات الهبوط تواجه الولايات المتحدة.
(اقرأ: العراق وأفغانستان دمرتا الحلم الامبراطوري الأمريكي
http://alarabnews.co...eID=10&PartID=1).
ولكن الغرب لم ينس عداوته للإسلام ولا يريد أن يترك شعوب السنة تحكم نفسها، ويريد أن يلعب نفس اللعبة التي فعلها أجدادهم من قبل وهي إعطاء الحكم للأقليات الطائفية والعرقية، فتحالف مع إيران والشيعة ضد السنة بالمنطقة.. بدأ بالعراق ثم سوريا، وتعديل أوضاع حزب الله في لبنان، ثم تسليم الأقلية الحوثية التابعة لإيران حكم اليمن.
أهداف المشروع السياسي الشيعي:
المشروع الإيراني المتحالف مع أمريكا والصليبيين هو مشروع ثأر تاريخي، عرقي، حيث اعتنق الفرس التشيع للتمايز على العرب للانتقام منهم بسبب سقوط فارس على يد خالد بن الوليد في عهد سيدنا عمر بن الخطاب، فكل قادة الشيعة يتحدثون عن الثأر لدم الحسين، وكل مناسباتهم يغرسون فيها العداوة ويزعمون أنهم أحفاد وأنصار الحسين، وينظرون إلى السنة على أنهم أبناء يزيد!
وتدل الجرائم التي ارتكبت في العراق وسوريا واليمن على أن التشيع الإيراني ما دخل دولة إلا وخربها ونشر فيها الفتن ودمرها، ففي العراق ارتكب الشيعة -وما زالوا- فظائع ضد المواطنين لا لشيء إلا لأنهم سنة، وفي سوريا قام بشار الذي ينتمي للطائفة النصيرية الشيعية والفرق العسكرية الإيرانية واللبنانية بجرائم ضد الإنسانية تم تسجيلها بالصوت والصورة، وفي اليمن لم تتعرض المساجد ودور القرآن منذ ظهور الإسلام للهدم والتدمير كما رأيناه خلال الشهور الأخيرة على أيدي ميليشيات الحوثي الموالية لإيران بزعم أنها تخرج التكفيريين!
لكن هذا الثأر التاريخي المزعوم ما هو إلا غطاء للأطماع الفارسية في استعادة نفوذ فارس القديم، والسيطرة على كل أراضي شبه الجزيرة العربية، وليس فقط ما يسمى الهلال الشيعي، يريدون السيطرة على ما يطلق عليه البدر الشيعي، أي كل المنطقة من اليمن وعمان جنوبا وحتى العراق وسوريا شمالا، بما يشمل كل الدول والإمارات بين الخليج العربي شرقا وحتى المتوسط والبحر الأحمر غربا.
يكشف التمدد الإيراني مؤخرًا والسيطرة الحوثية على اليمن الأطماع الفارسية في السيطرة على مضيق باب المندب وخليج عدن، والتمدد جنوبًا حتى ساحل عمان، وهذا يجعل إيران متحكمة في المضيق الثاني بعد مضيق هرمز أي القبض على جزيرة العرب ووضعها بين فكي كماشة.
اليمن: الفريسة الأخيرة..
ما حدث في اليمن كان مفاجئًا، حيث أن سيطرة أقلية طائفية على أغلبية الشعب السني كانت أمرًا صعبًا وضد كل الحسابات، فدمّاج وهي منطقة صغيرة صمدت أمام الحوثي شهورًا ولم تسقط إلا بالخيانة، ونفس الأمر حدث مع عَمران، وكان من غير المتصور سقوط العاصمة التي يحميها الجيش اليمني، لكن الأطماع الإيرانية والعدوانية الأمريكية والغربية المتحالفة معها كانت ضد كل الحسابات، وفوجىء العالم قبل الشعب اليمني بسقوط العاصمة في أيدي الحوثي بدون قتال، وتكشفت مع الوقت لعبة الخيانة التي كانت تسلم الحوثي معسكرات الجيش واحدًا بعد الآخر، وتفتح له المحافظات، الواحدة تلو الأخرى.
استَخدمت غرفة العمليات المشتركة بين أمريكا وإيران الخلافات السياسية لتمكين الحوثي، فلعبوا بعلي عبد الله صالح وحزب المؤتمر في البداية واستغلوا خلافه مع التجمع اليمني للإصلاح ورغبته في الانتقام، ثم استخدموا سيطرة الحوثي على العاصمة وبحكم الواقع في العاصمة في الضغط على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حتى سيطر الحوثي على مفاصل الدولة، ونهب المعسكرات وجمع أسلحة الدولة بما فيها الطائرات وشحنها إلى صعدة، وكان آخرها الموجود بالقصر الرئاسي.
وبضغوط أمريكا والغرب من خلال الأوامر المباشرة أو من خلال مبعوث الأمم المتحدة الذي أوكلت إليه مهمة توفير الغطاء السياسي الدولي لعملية الانقلاب الحوثي ظل هادي وحكومته حتى آخر لحظة في قصره، يظن أنه يمكن تقاسم السلطة مع الحوثي، لكن لأن اللعبة ليس فيها حلول وسط، فإيران كما فعلت في العراق، تنظر للسنة على أنهم هم العدو ولا تقبل إلا بالاستئثار بكامل السلطة ولا تقبل إلا بوجود عملاء وليس شركاء.
ضيقوا الخناق على الرئيس اليمني، وتم خطف مدير مكتبه وتجريده من أسلحة حمايته وإهانته -تردد أنه تعرض للضرب والاعتداء- فاضطر عبد ربه منصور هادي إلى إعلان الاستقالة من منصبه وسبقها تنحي رئيس وزرائه (خالد بحاح) وحكومته لينكشف الغطاء عن الانقلاب ويوضع الحوثي وجها لوجه أمام الشعب -ثبت فيما بعد أن الحوثيين حبسوا الرئيس هادي ورئيس حكومته ووزير دفاعه وتستر بن عمر على عملية الخطف حتى وصل هادي إلى عدن هاربا ثم تبعه وزير الدفاع-.
الطمع الإيراني والاستعجال قبل اكتمال الطبخة دفع الحوثي ليعلن ما أسماه الإعلان الدستوري من القصر الرئاسي والذي أعطى سلطة إدارة البلاد لما أسماه اللجنة الثورية التابعة للحوثي والتي اختار ابن شقيقه (محمد علي الحوثي) رئيسًا لها ليظل عبد الملك الحوثي مرشدا للدولة وزعيمها الروحي كما يحلم ويتوهم، مستنسخًا شكل السلطة في إيران.
لا مستقبل للمشروع الشيعي في اليمن:
كشفت الأزمة في اليمن أن للحوثي ومن يقف خلفه غرفة عمليات تعمل، تخطط وتنفذ، بينما في المقابل فإن القبائل اليمنية والتجمع اليمني للإصلاح في القلب منها كانت تعتمد على الدولة في المواجهة، وهذا هو الذي أوصل اليمن إلى النتيجة التي رأيناها، فالحكم اليمني سقط وانهار ولم يبق إلا الجيش اليمني الخاضع للإدارة الأمريكية التي توجهه إلى العمل لصالح الانقلاب الحوثي.
وتبدو الأغلبية من الشعب اليمني جسدًا بلا رأس، وحزب الإصلاح فهم أن رأسه هي المقصود قطعها من الانقلاب؛ لذا آثر الابتعاد عن المواجهة، خاصة وهو ينظر إلى ما حلّ بالإخوان المسلمين في مصر وتونس، كما أن البيئة الإقليمية المعادية والقرار الخليجي في عهد الإدارة السعودية السابقة باعتبار الإخوان جماعة إرهابية؛ كل ذلك جعل إخوان اليمن يجمدون موقفهم مرحليا.
كان الطريق أمام الحوثي مفتوحًا واستطاع بالعون الأمريكي تحويل الجيش اليمني إلى أداة طيّعة لفتح كل الأبواب وتسليمه الدولة تسليم مفتاح، ولكن رغم كل ما حققه الحوثي من سيطرة مسلحة على مفاصل الدولة فإن الحكم لم ولن يستتبّ له، فبحكم طبيعة الأمور والواقع على الأرض فإن المستقبل ليس لصالح هذه الميليشيات المسلحة، فالملاحظ أن التوسع الحوثي لم يتم بالقتال والمعارك وإنما بالخيانة والتآمر والقصف الأمريكي بطائرات الدرونز (الطائرات بدون طيار) على المناطق التي تصدت للانقلاب، كما أن المكر الذي كان يقوم به مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر ساهم في تنفيذ عملية خداع كبرى لتذليل العقبات وتخدير الداخل والخارج لإتمام عملية نقل السلطة من هادي إلى عبد الملك الحوثي.
يبدو أن صبر اليمنيين طال كثيرًا، ولكن التطورات تؤكد أن "الحكمة اليمانية" بدأت تعمل، حيث وجد اليمنيون أنفسهم أمام واقع طائفي جديد لم يعهدوه من قبل، وسعي إيراني لاستنساخ التجربة العراقية في اليمن بما تحمله من إشعال فتن مذهبية وسفك الدماء، كما أن الممارسات الإرهابية لميليشيات الحوثي والحقد الطائفي وتدمير المساجد ودور القرآن وخطف وقتل زعماء القبائل والشباب الرافض للانقلاب أكدت أن نظاما دمويا يريد أن يستقر على جماجم أغلبية الشعب لا لشيء إلا تنفيذا للتمدد الإيراني وإحياءً لطموحات فارسية قديمة داسها التاريخ وغير قابلة للعودة.
لقد بدأ اليمنيون يرتبون صفوفهم، وانتقلوا من حالة الصدمة إلى حالة الفعل، فراحوا يرتبون قواتهم المسلحة، وبدأ قادة القبائل ينسون خلافاتهم، وانطلقت المقاومة المسلحة للحوثي من البيضاء وإب، ودخلت أربعة أقاليم وهي: (سبأ، الجنَد)، عدن وحضرموت وسيلحق بها الإقليم الخامس (تهامة) في المواجهة مع إقليم آزال الذي يخضع للاحتلال الحوثي، مما أربك حسابات من يقفوا خلف الانقلاب وأفسدت مخططهم وجعلت الحوثي بدون غطاء.
(كتب المقال قبل التطورات الأخيرة وانطلاق الحوثيين جنوبا إلى حدود عدن)
لم يعد خافيًا أن مشروع الحوثي ليس مشروعًا محليًا مستقلاً، وإنما ورقة في يد إيران تستخدمه لتنفيذ مشروعها الكبير لاحتواء المنطقة، وهذا ما يجب أن يدركه الكثير ممن كانوا في غفلة، يجب أن تنتبه دول المنطقة للخطر الإيراني الذي لن يقف عند حدود اليمن، ونرجو أن تتغير المواقف الرسمية وتعدل السياسات وتصحح الأخطاء الفادحة في الأيام القادمة لوقف هذا المشروع الطائفي الذي ينشر الخراب في المنطقة، وتستخدمه أمريكا لاستنزاف الأمة وحرقها.