حيرة المثقفون

محمد قطب إبراهيم

والمثقفون في أزمتهم حائرون، فقد كانوا ظنوا أن الإسلام قد انتهى واستنفد أغراضه، ثم ها هم أولاء يفاجأون بأصحاب الدعوة الإسلامية يقولون لهم: إن هذا الدين ليس شيئاً من تراث الماضي السحيق يوضع اليوم في متحف الأفكار والنظم والعقائد، إنما هو كائن حي في هذه اللحظة، ويملك من مقومات الحياة في المستقبل ما لا يملكه أي نظام آخر عرفته البشرية حتى اليوم، بما في ذلك الاشتراكية والشيوعية.

  • التصنيفات: العقيدة الإسلامية -

والمثقفون في أزمتهم حائرون، فقد كانوا ظنوا أن الإسلام قد انتهى واستنفد أغراضه، ثم ها هم أولاء يفاجأون بأصحاب الدعوة الإسلامية يقولون لهم: إن هذا الدين ليس شيئاً من تراث الماضي السحيق يوضع اليوم في متحف الأفكار والنظم والعقائد، إنما هو كائن حي في هذه اللحظة، ويملك من مقومات الحياة في المستقبل ما لا يملكه أي نظام آخر عرفته البشرية حتى اليوم، بما في ذلك الاشتراكية والشيوعية.

عند ذلك تهزهم المفاجأة، فلا يملكون أنفسهم. ويصرخون: أهذا النظام الذي أباح الرق والإقطاع والرأسمالية.. النظام الذي يجعل المرأة نصف الرجل ويحبسها في دارها. النظام الذي يجعل عقوباته الرجم والقطع والجلد.. النظام الذي يترك أهله يعيشون على الإحسان، ويقسمهم طبقات بعضها يستغل بعضا، ولا يملك الكادحون فيه ضمانات العيش الكريم.. النظام الذي صنع كذا وكذا.. أيمكن أن يعيش اليوم، فضلا عن المستقبل؟ أهو نظام يستطيع في الصراع الجبار الذي يقوم اليوم بين النظم الاجتماعية والاقتصادية القائمة على أسس " علمية! " أن يقف على رجليه، فضلا عن المصارعة والكفاح؟!