القلق والاضطراب
محمد قطب إبراهيم
كل شيء من حولهم يتغير. النظم الاقتصادية تتغير. والنظم السياسية تتغير. وعلاقات الدول والأفراد تتغير. وحقائق العلم تتغير. فإذا لم تكن هناك قوة ثابتة يستند إليها الأفراد في صراعهم الجبار مع الحياة والناس والأشياء، فهناك نتيجة حتمية واحدة: هي القلق والاضطراب.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
ولكن علماء أوربا وكتابها مع ذلك ليسوا كلهم من أعداء الدين! وفيهم قوم معقولون تحررت نفوسهم من مادية أوربا الملحدة، وعرفوا ان العقيدة حاجة نفسية وحاجة عقلية في ذات الوقت. ومن أبرز أمثلتهم جيمس جينز العالم الفلكي الذي بدأ حياته ملحداً شاكاً، ثم انتهى عن طريق البحث العلمي إلى أن مشكلات العلم الكبرى لا يحلها إلا وجود إله! وجينز برج عالم الاجتماع الشهير الذي يشيد بالدين الإسلامي خاصة لجمعه بين المادي والروحي في فكرة واحدة ونظام واحد.
ثم ها هو ذا الكاتب المشهور سومرست موم يقول كلمته الصادقة البارعة: " إن أوربا قد نبذت اليوم إلهها، وآمنت بإله جديد هو العلم، ولكن العلم كائن متقلب، فهو يثبت اليوم ما نفاه بالأمس، وهو ينفي غداً ما يثبته اليوم، لذلك تجد عبّاده في قلق دائم، لا يستقرون "!
إنها حقيقة. هذا القلق الدائم الذي يعيش فيه الغرب المضطرب، القلق الذي يفسد أعصاب الناس هناك، ويصيبهم بمختلف الأمراض النفسية والعصبية، هو نتيجة الصراع الدائم في الأرض، دون الاستناد إلى قوة ثابتة في الأرض أو السماء. كل شيء من حولهم يتغير. النظم الاقتصادية تتغير. والنظم السياسية تتغير. وعلاقات الدول والأفراد تتغير. وحقائق العلم تتغير. فإذا لم تكن هناك قوة ثابتة يستند إليها الأفراد في صراعهم الجبار مع الحياة والناس والأشياء، فهناك نتيجة حتمية واحدة: هي القلق والاضطراب.