(5) مشكلة أهل الأعراف
محمد علي يوسف
مشكلتهم أنهم لم يقرروا، ولما ذاقوا لم يغترفوا، وإذا اغترفوا لم يثبتوا..! مثلهم كطفل يخشى الماء ويهاب البحر، فيمكث على الشاطىء ويرى أصحابه يستمتعون بالسباحة..
- التصنيفات: الدار الآخرة -
مشكلة أهل الأعراف ببساطة هي: (القرار- الاختيار- الفصل)
الأعرافيون لا يعرف عنهم فجورًا ظاهرًا أو معاصي كبرى..
مشكلتهم أنهم لم يقرروا، ولما ذاقوا لم يغترفوا، وإذا اغترفوا لم يثبتوا..!
مثلهم كطفل يخشى الماء ويهاب البحر، فيمكث على الشاطىء ويرى أصحابه يستمتعون بالسباحة، وتتعالى صيحات المتعة من حناجرهم، فيتجرأ قليلاً فيضع قدمه في ماء البحر وما أن يشعر بملمسه الرطب حتى يسارع بسحبها، وكأنما ستلتهمه أمواجه وتبتلعه غمراته!
علاقتهم بالطاعات كذلك التلمس! يخشون أن يخوضوا غمارها ويهابون الإيغال فيها ولو برفق..
لذلك فهم لا يقررون ولا يفصلون حياتهم للدين، ولا يختارون خيارًا واضحًا فاستحقوا مكانهم هنالك فوق (الأعراف).