(282) سُنَّة التحفيز بالجنة والنار
راغب السرجاني
كان النبي الكريم يستخدم أسلوب التحفيز لدفع الناس للعمل للآخرة.. وذلك بترغيبهم في الجنة، أو ترهيبهم من النار؛ فما أثر ذلك؟ وكيف نستفيد به في حياتنا؟
- التصنيفات: السيرة النبوية -
من عادة الناس والشعوب المختلفة أن تُحَفِّز العاملين في أي هيئة أو مؤسسة عن طريق الثواب والعقاب، ويكون هذا عن طريق الأمور المادية فقط؛ مثل لفت النظر والخصومات، أو الترقيات والتكريم العلني، ومع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستخدم -أيضًا- هذا الأسلوب؛ فإنه كان يُكْثِر من تحفيز المسلمين للعمل عن طريق ترغيبهم في الجنة، أو ترهيبهم من النار؛ لأن نهاية رحلة الإنسان في الدنيا ليست مجرَّد ترقٍّ في المنصب، أو كثرة في المال، إنما النهاية تكون إلى جنةٍ أو نار..
ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُريد لهذه القضية أن تذهب من ذهن المسلم أبدًا؛ لذلك كان دائم التذكير بها؛ فمن هذا مثلًا تحفيز المسلم على الصدق؛ فقد روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « ».
وأيضًا تحفيزه صلى الله عليه وسلم على إفشاء روح السلام في المجتمع؛ فقد روى مسلم عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «
».وعندما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُحَفِّز المسلمين على الإنفاق خَوَّفهم من النار؛ فقد روى البخاري عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: «
»، ثُمَّ قَالَ: « ».وهذه مجرد أمثلة، والأمر يخرج عن الإحصاء؛ فلنستخدم هذه الوسيلة النبوية في تحفيز أبنائنا وعُمَّالنا وإخواننا، وكل المسلمين على العمل الصالح، وهذا هو مراد الله عز وجل، الذي قال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران:185].
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].