أخلاق لم تكن بالجاهلية
إياد قنيبي
إذا كان الطباع طباع سوء فلا أدبٌ يفيد ولا أديب!
- التصنيفات: قضايا الشباب -
1. قال لي ابن أخي: أعرف مجموعة من الشباب ينظمون رحلة إلى مسبح مختلط. ذكرتهم بالله وقلت لأحدهم لأستثير نخوته: "هل ترضى لأختك أن تسبح مع رجال؟!" فقال: "عادي...أصلاً أنا ماخد أختي معنا!".
2. في بلادنا كثير من الأولاد عندما يناهزون البلوغ يريدون أن يبرهنوا على (رجولتهم) فترى أحدهم يقول للآخر "يلعن أبوك" فيضحك المشتوم أبوه! بل يسب في عرضه: "...أمك"، "...أختك"، ويضحك!!
هؤلاء ينعقد معهم اللسان ولا تدري بماذا تخاطبهم؟! فمشكلتهم أعمق من قلة الدين، إذ ليس لديهم الأساس الذي يبني عليه الخطاب الديني عادة ... ليست لديهم النخوة التي يستثيرها والفطرة التي يخاطبها.
جاء الإسلام إلى أقوام عرب عندهم نخوة، شرف، شهامة، غيرة ... حتى جريمة وأد البنات كان من دوافعها الغيرة أن تقع ابنته في الفاحشة. لو سُب عرض أحدهم لاستُلت السيوف وتطايرت الرؤوس!
في الحديث الصحيح عندما جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يا رسول الله ائذن لي بالزنا"، كان كافيًا لرسول الله أن يسأله: « »، (لابنتك) (لأختك)، (لعمتك) (لخالتك) ... ويرد الشاب في ذلك: "لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك". لم يكن متوقعًا من (إنسان) و(عربي) غير هذا الجواب. فبنى النبي على أساس هذه الغيرة.
اليوم، هناك من ينتسب للإسلام وقد يرد على هذه الأسئلة بـ (نعم أرضاه)! فماذا تقول له بعد ذلك؟!
وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » فقال الصحابة متعجبين: "يا رسول الله! وكيف يلعن الرجل والديه؟!" إذ لم يتصوروا للحظة أن يقع ذلك من (إنسان)...
فأجاب: « ».
والحالة الـمُتصورة وقتها أن يسب أبا شخص أو أمه على سبيل الغضب فيرد عليه الآخر بسب أبيه أو أمه غاضباً.
ما أظن الصحابة علموا أنه يأتي أقوام -وينتسبون إلى الإسلام!- يسبون آباء بعضهم ضاحكين! لم يكونوا يتصورون ذلك في الجاهلية فضلاً عن الإسلام!
أيها الأب، أيتها الأم، عندما تجلس مع أبنائك على المسلسلات التي تدمر الحياء...
عندما تخرجين بغير المظهر الذي ارتضاه الله لك...
عندما تهملان تربيتهم على الكرامة والنخوة والإباء والغيرة وتتركانهم لحياة الكسل والخواء والتفاهة...
فاعلم واعلمي أنكما تتلفان في الأبناء مقوماتٍ فطريةً أساسية...يرتكسون فيها في بعض طباعهم إلى ما دون أخلاق الجاهلية! وحينئذ:
إذا كان الطباع طباع سوء فلا أدبٌ يفيد ولا أديب!