هل هناك مشكلة في الخطاب الدعوي؟

محمد علي يوسف

لا بد من قدر من الإعذار واعتبار الإمكانيات الذاتية والخارجية، التي لا تسمح للبعض بالمزيد عما يقدمونه، وأعلم أن منهم من هو فعلاً "جايب آخره"، فجزاهم الله خيرًا على ما يقدمونه، وندعو الله أن ييسر لهذه الأمة ولهذه الدعوة من يجدد لها دينها، ويحيي ما اندثر من قيمها وأخلاقها..

  • التصنيفات: الدعاة ووسائل الدعوة -

هل هناك مشكلة في الخطاب الدعوي -الوعظي- المعاصر؟ لا أشك في هذا!
هل هناك قدر من التكرار والنمطية في طريقة العرض؟ أرى هذا.

هل هناك محاولات للتجديد أو تطوير الأساليب الدعوية، وطريقة الطرح ونقاط التركيز ومحاور التأثير؟
أعتقد أنها إن وجدت فهي لم تزل محدودة جدًا، وتفتقر للإمكانيات وأحيانًا تفتقر إلى الرغبة والقناعة بالاحتياج إليها..

لكن مع كل تلك القناعات والآراء التي لا أفرضها على أحد.. أرى ضرورة وجود هذه الدعوة وبقاءها، رغم ما قد يراه البعض -وأنا منهم- من حاجة ماسة لتجديدها، ورغم التقصير في هذا التجديد والإحياء بل وأخشى ما أخشاه أن تؤدي المبالغة في نقدها إلى نقضها، والمزيد من التزهيد فيها مع عدم وجود البديل الحاضر، الأمر الذي سيزيد الطين بلة ويتسع الخرق أكثر فأكثر.

لم تزل تلك الدعوة تؤثر في قطاعات ربما ينتبه إليها البعض، ولم تزل تقوم على ثغر مهم وهو "التذكير"، وهذا الأخير لا يشترط فيه أن يأتي بجديد بل هو في الغالب يُقَلِّب الراكد المعلوم، ويعيد بعثه في القلوب والصدور، وتلك الذكرى تنفع المؤمنين..

لا بد من قدر من الإعذار واعتبار الإمكانيات الذاتية والخارجية، التي لا تسمح للبعض بالمزيد عما يقدمونه، وأعلم أن منهم من هو فعلاً "جايب آخره"، فجزاهم الله خيرًا على ما يقدمونه، وندعو الله أن ييسر لهذه الأمة ولهذه الدعوة من يجدد لها دينها، ويحيي ما اندثر من قيمها وأخلاقها..
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام