كيف واجه النبي تحديات ما بعد بناء الدولة الإسلامية؟

عبد المنعم منيب

في المرحلة الأولي شن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سلسلة من الحملات العسكرية الصغيرة اصطلح المؤرخون على تسميتها باسم السرايا، وجاءت هذه الهجمات أشبه بمناورات حية كان المقاتل المسلم يجس عن طريقها نبض أعدائه ويختبر إمكاناتهم الحربية ماديًا ومعنويًا، ويمارس مزيدًا من التدريب وتنمية قدراته وطاقاته على الصمود..

  • التصنيفات: السيرة النبوية -

بعد ما أسس النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدولة الإسلامية في المدينة المنورة لم يجد الطريق مفروشًا أمامه بالورود، بل تكالبت عليه المخاطر والأعداء مما أوجب عليه أن يتصدى لها على نحو يبدو لكل منصف أن به من الإبداع ما يتفوق به على كل ساسة العالم قديمًا وحديثًا.

في البداية ركز النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهده السياسي والعسكري على مناوئة قريش التي حاربت الإسلام وأخرجت المسلمين من ديارهم وأموالهم، وفي نفس الوقت لعبت قريش دور زعيمة الوثنية العربية ورأس حربتها في مواجهة دولة الإسلام.

في المرحلة الأولي شن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سلسلة من الحملات العسكرية الصغيرة اصطلح المؤرخون على تسميتها باسم السرايا، وجاءت هذه الهجمات أشبه بمناورات حية كان المقاتل المسلم يجس عن طريقها نبض أعدائه ويختبر إمكاناتهم الحربية ماديًا ومعنويًا، ويمارس مزيدًا من التدريب وتنمية قدراته وطاقاته على الصمود.. هذا بالنسبة للجيش الإسلامي، أما بالنسبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد حقق بسراياه الأولى عددًا من المنجزات العامة يمكن حصرها بما يلي:

1- الاستطلاع: استطاع المسلمون التعرف على الطرق المحيطة بالمدينة والمؤدية إلى مكة خاصة الطرق التجارية الحيوية لقريش بين مكة والشام، كما تمكنوا من التعرف على قبائل المنطقة.

2- القتال:
أ‌- أثبت المسلمون أنهم أقوياء ويستطيعون الدفاع عن أنفسهم وعقيدتهم تجاه المشركين من قريش وغيرهم من أعداء الدولة الإسلامية.
ب‌- تحالف المسلمون مع بعض القبائل المجاورة.

3- الكتمان: ابتكر الرسول أسلوب الرسائل المختومة والتي لا يفك القائد الإسلامي ختمها إلا في الموعد الذي حدده له النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمحافظة على الكتمان، وحرمان العدو من الحصول على المعلومات التي تفيده بشأن تحركات المسلمين، والكتمان أكبر عامل من عوامل مبدأ المباغتة التي هي إحداث موقف لا يكون العدو مستعدًا له، والمباغتة هي أهم مبدأ من مبادئ الحرب، وقد سبق المسلمون غيرهم في ابتكار هذا الأسلوب الدقيق.

4- الحصار الاقتصادي: هدد المسلمون أهم الطرق التجارية بين مكة والشام، فأصبحت قوافل قريش غير آمنة حين تسلك هذه الطرق مما ترتب عليه أسوأ الأثر على تجارة قريش التي تعيش عليها، وشكل ضغطًا اقتصاديًا على مكة بمحاولة حرمانها من سلوك طريق مكة الشام بأمان.

وكما حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن يقيم في داخل المدينة أداة للحكم وأن ينظم شئونها الداخلية، كذلك حرص عبر إرسال السرايا الحربية على أن يضم إلى المدينة ما حولها من ريف وقبائل، وأن يخطط للمدينة المنورة مجالها ويقرر حدودها ويعقد لها أحلافًا مع القبائل النازلة حولها، لأن المدينة -أي مدينة- لا يمكنها أن تعيش بنفسها، ولا أن تستغني عن ريف يمدها بالمؤن ويكون مجالاً لنشاطها، وكان هذا أحد أسباب إرسال النبي لعدة سرايا انطلقت من المدينة واتجهت إلى جميع الجهات فأمنت هذا الريف، وعقدت في أثناء هذه السرايا أحلافًا مع القبائل المجاورة، إذ إنه لا بد لسكان المدن التي تقوم في وسط جو بدوي أن تعمل حسابًا كبيرًا لغزوات البدو، ولا يكون ذلك إلا عن طريق محالفة البدو ثم كسر شوكتهم بالضرب على أيديهم إذا اعتدوا ونقضوا العهد، وإشعارهم دائمًا بقوة المدينة وقدرتها على الضرب.

وكانت إستراتيجية الرسول في توجيه سراياه وغزواته تعتمد على الحذر الدائم والحرص على أن يعرف من أخبار القبائل ما يمكنه من تدبير أمره لإقرار هيبة الدولة في نفوس البدو، فكان لا يترك فرصة لهم للتجمع لغزوه ومهاجمة دولته بل كان يقظًا سريع الحركة فما كان يسمع بتجمع أعدائه حتى يفاجئهم قبل أن يستكملوا جمع قواهم، فيشتت شملهم ويلقي الرعب في قلوبهم، فالهجوم عنده كان أقوى وسيلة للدفاع، وتحطيم قوة العدو قبل أن تكتمل أفضل من تركها تتجمع ثم الصمود أمامها.

ولقد أتاحت هذه الظروف للدولة الإسلامية في المدينة فرصة الاستقرار، ثم بدأ بعد ذلك طور جديد من أطوار الصراع مع الوثنية عبر المعارك الكبرى التي اصطلح المؤرخون على تسميتها بالغزوات، فكانت عدة غزوات نذكر هنا أبرزها وأولها وهي بدر.

غزوة بدر الكبرى:
بدأت غزوة بدر عندما أبلغ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن قافلة لقريش تضم ألف بعير قادمة من الشام صوب مكة يقودها أبو سفيان في ثلاثين أو أربعين تاجرًا مكيًا، وبمبادرة لا تردد فيها قال لأصحابه : «هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها» (صحيح فقه السيرة للألباني:218)، ونظرًا إلى أن نداء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن أمرًا ملزمًا بل كان ندبًا، فمن شاء فليخرج للغزو ومن لم يشأ لا يخرج، ونظرًا إلى أن أحدًا لم يكن يتوقع أن لقاءً مسلحًا حاسمًا سيتمخض عن التحدي الجديد هذا، فقد خرج بعض المسلمين بقيادة رسولهم الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لمهاجمة القافلة، وتخلف بعضهم الآخر كما إن الذين خرجوا لم يأخذوا أهبتهم الكاملة من السلاح والتأهب..

وما أن سمع أبو سفيان بخبر تحرك المسلمين لمجابهة قافلته حتى أرسل لمكة على جناح السرعة يستنجد بهم طالبًا أن يخرجوا بجيشهم لإنقاذ أموالهم، فتجمعت قريش كلها 950 مقاتلاً تصاحبهم مائة فرس، ولم يتخلف من أشرافهم أحد إلا أبو لهب الذي يبدو أن مرضه وكبر سنه أقعده عن اللحاق بالجيش، واستطاع أبو سفيان أن يفلت من قبضة المسلمين بإسراعه صوب الطريق الساحلي متجنبًا الطريق الداخلي الذي كان المسلمون يكمنون له به، وما إن اطمأن على قافلته حتى أرسل لقريش يطلب منهم الرجوع بجيشهم لمكة لأن القافلة قد نجت..

لكن أبو جهل صمم على أن يسير جيش قريش لبدر حيث ينعقد به سوقًا للعرب بشكل موسمي، ويقم الجيش هناك ثلاثة أيام حتى يسمع بهم العرب فيظلوا يهابون قريش، ولذا التقى بجيش المسلمين قليل العدد والعدة عند بئر بدر وانتصر المسلمون بفضل وتأييد الله لهم، وكان ذلك يوم الجمعة 17 رمضان، وبغض النظر عن تفاصيل المعركة والمواقف داخل كل من الفريقين (المسلمون وقريش) فإن هناك عدة عوامل مادية لعبت دورًا في النصر فضلاً عن نزول الملائكة لتأييد المسلمين، وهذه العوامل هي:

1- القيادة الموحدة: كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القائد العام للمسلمين في معركة بدر، وكان المسلمون يعملون كيد واحدة تحت قيادته يوجههم في الوقت الحاسم للقيام بعمل حاسمو، وهذا واجب القائد الكفء، وكان انضباط المسلمين في تنفيذ أوامر قائدهم مثالاً رائعًا للانضباط الحقيقي المتين، وإذا كان الانضباط أساس الجندية وإذا كان الجيش الممتاز هو الذي يتحلى بانضباط ممتاز فقد كان جيش المسلمين جيشًا ممتازًا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، وإن معنى الضبط هو إطاعة الأوامر وتنفيذها بحرص وأمانة وعن طيبة خاطر، وقد فعل المسلمون ذلك لأن قائدهم يتحلى بصفات القائد المثالي، ضبطًا للأعصاب في الشدائد شجاعة نادرة المواقف، مساواة لنفسه مع أصحابه، استشارة في كل عمل حاسم، أما المشركون فلم يكن لهم قائد عام، كان أكثر سادة قريش مع قوات المشركين ولكن كان أبرز السادة كانا رجلان هما (عتبة بن ربيعة، وأبو جهل) ولم يكونا على رأي واحد وليس لهما هدف واحد.

2- التعبئة الجديدة: طبق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في سيره نحو موقعة بدر تشكيلة لا تختلف بتاتًا عن التعبئة الحديثة في حرب الصحراء، كان لجيشه مقدمة وقسم أكبر ومؤخرة، واستفاد من دوريات الاستطلاع للحصول على المعلومات، وتلك هي الأساليب الحديثة لتشكيلات مسير الاقتراب في حرب الصحراء حتى الآن، أما في المعركة فقد قاتل المسلمون بأسلوب الصفوف، بينما قاتل المشركون بأسلوب الكر والفر وهو أسلوب لم يكن يلائم أوضاع المعركة.

3- العقيدة الراسخة: كان للمسلمين أهداف معينة يعرفونها ويؤمنون بها، وهي إطلاق حريتهم كاملة لبث دعوتهم حتى تكون كلمة الله هي العليا، بينما كانت أهداف قريش هي نحر الذبائح وشرب الخمر وتغني المغنيات فتسمع العرب بمسير قريش وتباهيها بقوتها فتظل تخافها، وهل نستطيع تسمية ذلك أهدافًا، أم أن ذلك طيش وغرور وعصبية جاهلية؟!

4- المعنويات العالية: شجع الرسول أصحابه قبل القتال وأثنائه وقوى معنوياتهم حتى لا تهتز معنوياتهم بتفوق قريش عليه في العدد والعدة، ولم تكن معنويات الذين مارسوا الحرب وعرفوها من المسلمين عالية فحسب، بل كانت معنويات الأحداث الصغار الذين لم يمارسوا حربًا ولا قتالاً عالية أيضًا.. لقد أثبتت كافة الحروب في كافة ادوار التاريخ أن التسليح والتنظيم الجيدين والقوة العددية غير كافية لنيل النصر ما لم يتحل المقاتلون بالمعنويات العالية، بالإضافة إلى كل ذلك تمخضت معركة بدر عن نتائج مهمة فقد هزت بشدة طرق تجارة المكيين وهي عصب حياتهم، وأضعفت هيبة مكة ونفوذها على العرب، وتطورت قوة الإسلام وتعززت دولته الجديدة في المدينة، وانفسح المجال لنشر دعوتهم وازداد التضامن بين المهاجرين والأنصار قوة وتماسكًا.

وعلى منوال معركة بدر جرت العديد من المعارك بين المسلمين وقوى الوثنية ومع قوى اليهود أيضًا الذين نقضوا عهودهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما جرت العديد من المعاهدات أشهرها صلح الحديبية، حتى تكلل ذلك كله بفتح مكة وإسلام أهل الطائف وأهل اليمن ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وأصبحت الجزيرة العربية كلها موحدة تحت راية الإسلام، وحج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حجة الوداع قبل وفاته وأرسى فيها العديد من القيم والمبادئ الإسلامية السامية فكان مما جاء في خطبته صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع:

«أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا..
أيها الناس إن دمائكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا..
وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها لمن ائتمنه عليها..
وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا العباس بن عبد المطلب موضوع كله، وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب
-الذي قتلته هذيل- فهو أول من أبدأ به من دماء الجاهلية..

أيها الناس إن الشيطان قد يأس أن يعبد بأرضكم هذه أبدًا، ولكنه يطمع فيما سوى ذلك..
أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذي كفروا يحلونه عامًا ويحرمونه عامًا ليواطئوا عدة ما حرم الله ليحلوا ما حرم الله.. أيها الناس إن لكم على نسائكم حقًا ولهن عليكم حقًا، فاستوصوا بهن خيرًا فإنهن عندكم عوان
-أي أسيرات- لا يملكن لأنفسهن شيئًا، وإنكم إنما أخذتهن بأمانة الله فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت.. وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنة نبيه..

أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه تعلمون أن كل مسلم أخ لمسلم، وأن المسلمين أخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم.. اللهم قد بلغت
»، فأجابه المسلمون جميعًا: اللهم نعم، فقال صلى الله عليه وآله وسلم «اللهم اشهد»، وبعد ذلك بقليل قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للوفود المحتشدة حوله عند جمرة العقبة، ما يشعر بحلول أجله القريب «خذوا عني مناسككم فلعلي لا أحج بعد عامي هذا» (الألباني فقه السيرة:454 جاء سندها في أحاديث متفرقة: وقسم كبير منها رواه مسلم)، وما لبث أن توفي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في 12 ربيع الأول من العام التالي (عام 11هـ).

وعندما ألف العلامة مايكل هارت في القرن الماضي مؤلفه الشهير (الخالدون مائة اعظمهم محمد) قال:
"وربما بدا غريبًا حقًا أن يكون النبي محمد في رأس هذه القائمة، رغم أن عدد المسيحين ضعف عدد المسلمين، وربما بدا غريبًا أن يكون محمد عليه السلام هو رقم واحد في هذه القائمة، بينما عيسى عليه السلام هو رقم 3، وموسى عليه السلام هو رقم 16، ولكن لذلك أسباب من بينها أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد كان دوره أخطر وأعظم في نشر الإسلام وتدعيمه وإرساء قواعد شريعته أكثر مما كان لعيسى عليه السلام في الديانة المسيحية..

وعلى الرغم من أن عيسى عليه السلام هو المسئول عن مبادئ الأخلاق في المسيحية غير أن القديس بولس هو الذي أرسى أصول الشريعة المسيحية، وهو أيضًا المسئول عن كتابة الكثير مما جاء في كتب "العهد الجديد"، أما الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فهو المسئول الأول والأوحد عن إرساء قواعد الإسلام وأصول الشريعة والسلوك الاجتماعي والأخلاقي وأصول المعاملات بين الناس في حياتهم الدينية والدنيوية، كما أن القرآن الكريم قد نزل عليه وحده، وفي القرآن وجد المسلمون كل ما يحتاجون إليه في دنياهم وآخرتهم".

وأضاف قائلاً أن: "القرآن الكريم نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم كاملاً وسجلت آياته وهو ما يزال حيًا وكان تسجيلاً في منتهي الدقة، فلم يتغير منه حرف واحد.. وليس في المسيحية شيء مثل ذلك، فلا يوجد كتاب واحد محكم دقيق لتعاليم المسيحية يشبه القرآن الكريم، وكان أثر القرآن الكريم على الناس بالغ العمق، ولذلك كان أثر محمد صلى الله عليه وسلم على الإسلام أكثر وأعمق من الأثر الذي تركه عيسى عليه السلام على الديانة المسيحية".

ويستمر هارت فيقول: "فعلى المستوى الديني كان أثر محمد صلى الله عليه وسلم قويًا في تاريخ البشرية، وكذلك كان عيسى، وكان الرسول محمد على خلاف عيسى رجلاً دنيويًا، فكان زوجًا وأبًا وكان يعمل في التجارة ويرعى الغنم، وكان يحارب ويصاب في الحروب ويمرض.. ثم مات..".

ويقول مايكل هارت أيضا: "لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم قوة جبارة، فيمكن أن يقال إنه أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ"، ثم يختم كلامه عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "فهذا الامتزاج بين الدين والدنيا هو الذي جعلني أومن بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم الشخصيات أثرًا في تاريخ الإنسانية كلها".
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام