اشفع
أبو الهيثم محمد درويش
البعض منا ابتلاه الله بالمنصب والجاه ولن يتكلف أدنى كلفة لو شفع لضعيف أو صاحب حاجة ليبلغ حاجته، ولكن يمنعه الكبر والغرور والخلود إلى المنصب والوجاهة.. والقليل من يستخدم منصبه وجاهه في إسعاد الناس وسد حاجاتهم والسعي في التوسط لتفريج الكربات وحل المشكلات ولو خارج دائرته ومنصبه، فيبذل الجهد والسعي في التوسط والتواصل لإسعاد الناس والعكس بالعكس..
- التصنيفات: تزكية النفس -
كثير منا من يتعرض لموقف الشفاعة للضعيف أو المحتاج عند من جعل الله في يده المساعدة، أو سد الحاجة، قليل منا من يبذل القليل من الجهد فيشفع شفاعة حسنة لتفريج كرب المسلم وقضاء حاجته، وكثير من يضن ولو باتصال أو بكلمة أو حتى بورقة صغيرة قد تكون سبباً في إدخال السعادة والسرور على قلب مسلم..
والبعض منا ابتلاه الله بالمنصب والجاه ولن يتكلف أدنى كلفة لو شفع لضعيف أو صاحب حاجة ليبلغ حاجته، ولكن يمنعه الكبر والغرور والخلود إلى المنصب والوجاهة..
والقليل من يستخدم منصبه وجاهه في إسعاد الناس وسد حاجاتهم والسعي في التوسط لتفريج الكربات وحل المشكلات ولو خارج دائرته ومنصبه، فيبذل الجهد والسعي في التوسط والتواصل لإسعاد الناس والعكس بالعكس.. الكثير منا من يشفع شفاعة سيئة لإيقاع الضرر والخراب والأذى بالناس، وما دعاه لذلك إلا الشح والحقد وسواد القلب.
قال الله عزَّ وجلَّ: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا} [النِّساء:85]، قال الحافظ ابن كثير: "وقوله: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا} أي: من سعى في أمر فترتَّب عليه خير، كان له نصيب من ذلك، {وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا} أي: يكون عليه وِزْرٌ من ذلك الأمر، الذي ترتَّب على سعيه ونيَّته".
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال: « » (البخاري).
أي: "إذا عرض المحتاج حاجته علي، فاشفعوا له إلي، فإنكم إن شفعتم حصل لكم الأجر، سواء قبلت شفاعتكم أم لا، ويجري الله على لسان نبيه ما شاء، أي: من موجبات قضاء الحاجة أو عدمها، أي: إن قضيتها أو لم أقضها فهو بتقدير الله تعالى وقضائه" (فتح الباري لابن حجر).