السُنة قيام الليل بإحدى عشرة ركعة
عبد الله بن حمود الفريح
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "مَا كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ، وَلاَ فِي غَيْرِهِ، عَلَى إِحْدَى عَشـرةَ رَكْعَةً".
- التصنيفات: فقه العبادات - فقه الصلاة -
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
السنة قيام الليل بإحدى عشرة ركعة وهذا الأكمل لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "مَا كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ، وَلاَ فِي غَيْرِهِ، عَلَى إِحْدَى عَشـرةَ رَكْعَةً" [1].
وورد أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم صلَّى ثلاث عشـرة ركعة، روى مسلم في صحيحه حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: "كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلاَثَ عَشـرةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِنْ ذلِكَ بِخَمْسٍ، لاَ يَجْلِسُ فِي شـيءٍ إِلاَّ فِي آخِرِهَا" [2]، وجاء في حديث ابن عباس رضي الله عنه: "فَصَلَّى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ثَلاَثَ عَشـرةَ رَكْعَةً، ثُمَّ نَامَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم" [3].
واختلف العلماء في الركعتين في روايات (الثلاث عشـرة)؛ لأن عائشة أخبرت بأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد على أحدى عشـرة ركعة:
فقيل: هما سُنَّة العشاء.
وقيل: المراد بهما سُنَّة الفجر.
وقيل: هما ركعتان خفيفتان كان النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يفتتح بهما صلاة الليل، كما جاء في الحديث، ورجَّحه ابن حجر رحمه الله تعالى [4].
والأظهر والله أعلم: أنَّ هذا من باب تنوِّع الوتر، فالغالب من وتره صلى الله عليه وسلم، أنه كان يوتر بإحدى عشـرة ركعة، وكان يوتر أحيانا بثلاث عشـرة ركعة، وبهذا نجمع بين الأحاديث الواردة.
مستلة من كتاب: المنح العلية في بيان السنن اليومية
____________________________
[1]- رواه البخاري برقم (1981)، ومسلم برقم (721).
[2]- رواه البخاري برقم (1147)، ومسلم برقم (738).
[3]- رواه البخاري برقم (698)، ومسلم برقم (763).
[4]- انظر: الفتح (21/3).