الأمة في أشد الحاجة للناصحين
أبو الهيثم محمد درويش
كيف الخروج من مآزق الظلم المنتشرة في شتى بقاع ديار المسلمين؟ الأمة في أشد الحاجة للناصحين الصادقين..
- التصنيفات: قضايا إسلامية -
سؤال: لو وضع ولاة الأمور هذا الموقف ليزنوا عليه أحوال المسلمين ومظالمهم اليوم..
ترى ماذا سيظهر الميزان؟!
الخلل واضح، وقلة الناصح تؤخر الإصلاح، وتغلغل الفساد، وغياب نية الإصلاح واضحة جلية، والأمة في أشد الحاجة للناصحين الصادقين..
جاء إلى عمر بن عبد العزيز رجل متَّزر بِبُرْد قَطَري، متعصِّب بآخر، حتى أخذ بلجام بغلته، ما يُنَهْنِهه أحدٌ، فقال: "تدعون حرَّان مَظْلومًا ليأتيكم فقد أتاكم لعند الدَّار مظْلوم..
فقال ممن أنت؟ قال: من أهل حضرموت.
قال: ما ظُلَامتك؟ قال: أرضي وأرض آبائي أخذها الوليد وسليمان، فأكلاها.
فنزل عمر عن دابَّته يتكئ حتى جلس بالأرض، فقال: من يعلم ذلك؟ قال: أهل البلد قاطبة.
قال: يكفيني من ذلك شاهدا عدلٍ، اكتبوا له إلى بلاده، إن أقام شاهدي عدلٍ، اكتبوا على أرضه وأرض آبائه وأجداده، فادفعوها إليه، فحسب الوليد وسليمان ما أكلا من غلَّتها، فلمَّا ولَّى الرَّجل، قال: هلمَّ، هل هلكت لك من راحلة؟ أو أَخْلق لك من ثوب؟ أو نفذ لك من زاد؟ أو تخرَّق لك من حِذاء؟ فحَسَب ذلك، فبلغ اثنين وثلاثين دينارًا، أو ثلاثة وثلاثين دينارًا، فأتى بها من بيت المال، فكأنِّي أنظر إليها تُعدُّ في يده" (رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق).
كيف الخروج من مآزق الظلم المنتشرة في شتى بقاع ديار المسلمين:
كما أسلفت: والأمة في أشد الحاجة للناصحين الصادقين..
دخل عمر بن عبد العزيز على سليمان بن عبد الملك وعنده أيوب ابنه -وهو يومئذ وليُّ عهده، قد عُقِد له من بعده-، فجاء إنسان يطلب ميراثًا من بعض نساء الخلفاء، فقال سليمان: "ما إخال النِّساء يرثن في العقار شيئًا؟ فقال عمر بن عبد العزيز: سبحان الله، وأين كتاب الله؟ فقال: يا غلام، اذهب فأْتني بسجلِّ عبد الملك بن مروان الذي كتب في ذلك..
فقال له عمر: لكأنَّك أرسلت إلى المصحف؟ قال أيوب: والله ليوشكنَّ الرَّجل يتكلَّم بمثل هذا عند أمير المؤمنين، ثمَّ لا يشعر حتى تفارقه رأسه، فقال له عمر: إذا أفضى الأمر إليك وإلى مثلك، فما يدخل على هؤلاء أشدُّ مما خشيت أن يصيبهم من هذا..
فقال سليمان: مه، آلأبي حفص تقول هذا؟
قال عمر: والله لئن كان جَهِل علينا -يا أمير المؤمنين- ما حَلُمنا عنه" (رواه أبو نعيم في حلية الأولياء).