هل ظهَر الباطلُ على الحقّ؛ أيَّامَنا هذه؟!!
أبو فهر المسلم
فالحقّ ما ثبَت واستقرّ.. لا ما انتفَش واشتهر!!
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
ذكَر الذَّهبيّ رحمه الله، بإسناده إلى ابن أبي أسامة قال:
"حُكي لنا أن أحمد بن حنبل، قيل له أيام المِحنة:
يا أبا عبد الله.. أوَ لا ترى الحقَّ؛ كيف ظَهر عليه الباطلُ؟!!
قال: كلا!! إن ظهور الباطل على الحق؛ أن تَنتقل القلوبُ من الهُدى إلى الضلالة!! وقلوبُنا بعدُ؛ لازمةٌ للحق" (انظر: سِيَر أعلام النبلاء).
قلتُ:
فالحقّ ما ثبَت واستقرّ.. لا ما انتفَش واشتهر!!
وأهلُ الحقّ وجماعتُه؛ هم الثابتون عليه، المُستمسكون به، وإن ابتُلوا برِقّ الباطل وعلوّه!!
فــ لا تحسبنَّ برقصها تَعلو على أسيادها *** تَبقى الأسودُ أسودًا والكلاب كلاب!!
وكما قال الله تعالى:
{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} [الرعد:17].
فانصروا الحقَّ بثباتكم عليه، وتمسّككم به، ودعوة الناس إليه؛ فذاك اليومَ أضعف الإيمان!!
وليسَ وراء ذلك ؛ حبَّةُ خردلٍ من إيمان!!