الترهيب من حيف الحكام ونفاقهم
يخشى علينا صلى الله عليه وسلم من حيف الحكام والأئمة المضلون قائلاً: «إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثًا: إيمانًا بالنجوم، وتكذيبًا بالقدر، وحيف السلطان».
- التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها -
* يخشى علينا صلى الله عليه وسلم من حيف الحكام والأئمة المضلون قائلاً: «إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثًا: إيمانًا بالنجوم، وتكذيبًا بالقدر، وحيف السلطان» (السلسلة الصحيحة:3/118)، وقال صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون» (السلسلة الصحيحة:4/109)، وقال أيضًا: «غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال، الأئمة المضلون» (السلسلة الصحيحة:4/642).
بل رهبنا صلى الله عليه وسلم من تصديق كذبهم فقال:
«ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم...»، منهم: «...وملك كذاب....» (مسلم) وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا إنها ستكون بعدي أمراء يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه» (حسن لغيره صحيح الترغيب والترهيب).
وعن عبد الله بن خباب خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنه سيكون بعدي أمراء فلا تصدقوهم بكذبهم ولا تعينوهم على ظلمهم، فإن من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم لم يرد على الحوض» (صحيح لغيره صحيح الترغيب والترهيب).
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه» (صحيح لغيره صحيح الترغيب والترهيب).
* رهب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من سؤالهم والذل بين أيديهم، أو الخضوع لهم في ظلم، أو بتر أو رأي واستشارة، أو الاستسلام لأرائهم إذا خالفت الشرع، ويرهب جل وعلا من التزلف والتودد والتملق إليهم ونفاقهم لنيل مكانة أو جائزة أو منصب بغير وجه حق.
قال صلى الله عليه وسلم: «أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت وفت فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به» (حسن:129صحيح الجامع)، قال صلى الله عليه وسلم: «سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم» (صحيح:3667 صحيح الجامع).
قال أيضًا: «أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان» (صحيح:239 صحيح الجامع).
وقال أيضًا: «إن الله تعالى يبغض كل عالم بالدنيا جاهل بالآخرة» (صحيح:1879صحيح الجامع).
وقال أيضًا: «لا تقولوا للمنافق: سيدنا فإنه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم» (صحيح:7405 صحيح الجامع).
وفي رواية: «إذا قال الرجل للمنافق: يا سيدي فقد أغضب ربه» (حسن:711 صحيح الجامع).
قال صلى الله عليه وسلم: «من أعان ظالمًا بباطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله عز وجل وذمة رسوله» (السلسلة الصحيحة:3/17)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من أعان على خصومة بظلم، أو يعين على ظلم، لم يزل في سخط الله حتى ينزع» (السلسلة الصحيحة:3/19).
وقال أيضًا: «من أعان على خصومة بظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع» (صحيح:6049 صحيح الجامع).
وقال صلى الله عليه وسلم: «أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما ارتفع عنه وأفاق قال: على ما جلدتموني؟ قالوا: إنك صليت صلاة واحدة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره» (السلسلة الصحيحة:6/640).
* ترهيب الرعية من غشيان مجالسهم:
قال صلى الله عليه وسلم: «من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السطان افتتن، وما ازداد أحد من السلطان قربًا إلا ازداد من الله بعدًا» (السلسلة الصحيحة:3/267، وفي صحيح الجامع:6124)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن» (صحيح:6296 صحيح الجامع).
وقال عليه السلام: «إياكم وأبواب السلطان، فإنه قد أصبح صعبًا هبوطًا» هبوطًا: ذلاً (السلسلة الصحيحة:3/252).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«أول ثلاثة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرون الذين تتقى بهم المكاره، إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض له حتى يموت وهي في صدره» (صحيح).
ماهر إبراهيم جعوان
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام