التجارب السياسية المعاصرة وتاريخها
عبد المنعم منيب
أبرز الحركات الناجحة -أيًا كانت عقيدتها- هي تاريخ ملك لكل الدراسين، وينبغي مواصلة دراسته للاستفادة من إيجابيات تجاربها وتجنب سلبياتها، ولا يملك صاحب تاريخ أن يقول هذه حركتي وهذا تاريخي، فلا تتعرض له.. وتجربة الإخوان المسلمون -في مصر وتونس وليبيا واليمن وكل مكان- ليست استثناء، فسوف يواصل الدارسون والباحثون دراستها وتقيمها والاستفادة منها، ولا يحق لأي أحد -بما في ذلك الإخوان- أن يقول لا تدرسوا ولا تتعلموا من هذه التجربة لأنها ملكنا، أو لأن وقت الدراسة لا يناسبنا وهي ملكنا..!
- التصنيفات: الفرق والجماعات الإسلامية -
كنا في العمل الإسلامي منذ نعومة أظافرنا ندرس ثلاث تجارب تاريخية، باعتبارها نماذج للحركات الناجحة التي ينبغي الاستفادة من سلبياتها وإيجابياتها، وهي حسب ترتيب أهميتها عندنا وقتها:
- حركة الإخوان المسلمون.
- حركة الخميني وثورته.
- حركة لينين وماوتسي تونج.
بينما إخواننا في حركة إسلامية أخرى -وهي حركة لها وزنها وتأثيرها في وقتها- وهي الجماعة الإسلامية كانوا يدرسون أيضًا: (حركة الإخوان المسلمون، حركة الخميني وثورته) فقط.. إذ لم ينفتحوا على التجربة الماركسية، ربما بسبب الحاجز النفسي الناتج عن العداء للماركسية وتحقيرها.
وفي خارج مصر في بيشاور ونحوها اهتم الجهاد المصري والقاعدة بدراسة ما كتبه (أبو مصعب السوري) عن التجربة السورية -التي انتهت بأحداث حماة-، بجانب أنهم في معسكراتهم توسعوا في دراسة التجارب العالمية في حروب العصابات باعتبارها تخدم الإستراتيجيات التي تبنوها وقتها.
ومنذ نشأة الإخوان وقبلها الماركسية، وبعد الإخوان الثورة الإيرانية، منذ نشأة أي من ذلك توافرت مراكز البحوث الأوروبية والأمريكية وأجهزتهم الاستخباراتية على دراسة هذه الحالات وتشريحها تشريحًا كاملاً، كي تفيد صانع القرار عندها بشأنهم.
وطبعًا الآن استجدت تجارب ناجحة عديدة كل منها نجح في جوانب ما وأخفق في أخرى، -وأكيد- يدرسها الدارسون الآن وهي حزب الله في لبنان، وتجربة إيران في الحكم، وتجربة تمددها في المنطقة وتسلحها، وتجارب حماس والجهاد الفلسطيني في فلسطين والحوثيين في اليمن، وتنظيم الدولة في سوريا والعراق، والثورة السورية ومكوناتها وأنصار الشريعة في اليمن، والعشرية السوداء في الجزائر، وتجربة البشير في حكم السودان، وتجربة الفلول في مصر وتونس واليمن في العودة للحكم أو لصدارة المشهد.. إلخ.
الشاهد من ذلك كله أن أبرز الحركات الناجحة -أيًا كانت عقيدتها- هي تاريخ ملك لكل الدراسين، وينبغي مواصلة دراسته للاستفادة من إيجابيات تجاربها وتجنب سلبياتها، ولا يملك صاحب تاريخ أن يقول هذه حركتي وهذا تاريخي، فلا تتعرض له.. وتجربة الإخوان المسلمون -في مصر وتونس وليبيا واليمن وكل مكان- ليست استثناء، فسوف يواصل الدارسون والباحثون دراستها وتقيمها والاستفادة منها، ولا يحق لأي أحد -بما في ذلك الإخوان- أن يقول لا تدرسوا ولا تتعلموا من هذه التجربة لأنها ملكنا، أو لأن وقت الدراسة لا يناسبنا وهي ملكنا..! وذلك لسبب بسيط هو أننا ندرس الإخوان لأنفسنا وليس للإخوان.