علماء الأمة يؤيدون عاصفة الحزم
وأعلنت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، مباركتها للحملة التي تقودها المملكة العربية السعودية لمواجهة تمدد الحوثيين
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
تتابعت ردود الأفعال المؤيدة لعاصفة الحزم التي تقودها دول التحالف العربية والهادفة لضرب المتمردين الحوثيين، حيث أعلنت الغالبية العظمى من علماء المسلمين السنة تأييد هذه الضربات لإنهاء التمرد الحوثي المدعوم من إيران.
وأعلنت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، مباركتها للحملة التي تقودها المملكة العربية السعودية لمواجهة تمدد الحوثيين، مؤكدة أن هذا القرار في اليمن جاء لحماية حكومته الشرعية والدفاع عن شعب اليمن الذي يتعرض لاستباحة أرضه وتخريب ممتلكاته وزعزعة استقراره من قبل قوى الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية ذات مطامع ومشروعات تخريبية بالدول العربية قرار موفق وحكيم تؤيده المصالح العليا لبلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون والمنطقة العربية والعالم الإسلامي الذي يعنيه استقرار اليمن ووحدته ويهمه أمن بلاد الحرمين الشريفين الذي هو أمن لكل العالم الإسلامي ويعيش في وجدان كل مسلم، والمسلمون في كل العالم ضد كل من يحاول المساس بأمنه والتعرض لمقدراته.
وأوضح الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية، أن هيئة كبار العلماء سبق أن أعلنت جماعة الحوثي جماعة إرهابية لا تريد لليمن ولا للمسلمين خيرًا، وذلك في بيانها المؤرخ في 19 / 11 / 1435هـ، وما حدث مؤخرًا من زعزعة أمن اليمن واستقراره ومصادرة قراره ومؤسساته من قبل هذه الجماعة؛ شاهد حي ومصداق قوي لما اتجهت إليه هيئة كبار العلماء بخصوص هذه الجماعة الإرهابية.
وبيّن أن المسلمين مدعوون في كل العالم مؤسسات وشعوبًا إلى تأييد هذه العملية العسكرية (عاصفة الحزم)، حتى تحقق أهدافها المشروعة انطلاقًا من واجب النصرة لشعب اليمن، وحفاظًا على استقرار وأمن بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية من أن يتخذ اليمن أداة لقوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن.
كما أصدر أكثر من 100 عالم وداعية سعودي، بيانًا أيدوا فيه عملية (عاصفة الحزم)، مؤكدين على خطورة مخططات الرافضة الصفويين على الأمة الإسلامية بعد أن تجاوز حديثهم الإعلامي عن تصدير الثورة، والدعوة إلى التشيع والتمدد في معاقل أهل السنة وحواضرهم.
وأدان البيان جرائم الرافضة في حق أهل السنة في العراق والشام واليمن وتحالفهم مع الطغاة والقتلة، ومن يسمونه الشيطان الأكبر ضد أهل السنة.
وغرد الدكتور سلمان العودة على صفحته بتويتر قائلًا: "عاصفة الحزم موقف شجاع ومنتظر.. اللهم اجعل عواقبه حميدة واكف بلادنا وبلاد اليمن شر الأشرار وكيد الفجار وما اختلف به الليل والنهار يا قوي يا عزيز.. السنة في هذا الظرف بحاجة ماسة إلى التسامي عن الخلافات والاتفاق على الأهداف العليا المشتركة".
أما الداعية الإسلامي المعروف محمد العريفي، فقد كتب مؤيدًا لهذا الضربات قائلًا: "الحوثيون أفسدوا، قتلوا الناس دمروا المساجد خرّبوا دور القرآن أهانوا المصاحف سرقوا، نهبوا فكان لا بد من عاصفة الحزم.. هؤلاء رجالنا ربّ احفظهم واحفظ أهلهم في غيابهم وارزقهم الإخلاص والثبات واملأ قلوبهم أمنًا وإيمانًا".
أما الدكتور طارق السويدان، فقد أكد أن إيران أبرزت مخالبها الطائفية النتنة في اليمن وسوريا والعراق وغيرها وهي من الأسباب الرئيسة لتمزيق الأمة وإضعافها اليوم، لا بد من وقفة جماعية موحدة أمام هذه التصرفات اللاعقلانية التي لا تنفع إلا أعداء الأمة.
الشيخ والداعية صالح بن عواد المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، أكد أن عاصفة الحزم أظهرت شجاعة الملك سلمان بن عبد العزيز وحزمه وكفاءة المجلس السياسي والأمني بالدولة، وحنكة وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان المشرف على العملية.
وبين المغامسي أن عملية (عاصفة الحزم) حظيت بتأييد العلماء والدعاة والشعب السعودي كله في إجماع قل نظيره.
علماء المسلمين: تدخل مشروع
وأعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الدكتور يوسف القرضاوي، عن تأييده لشرعية في اليمن وثورة شبابها، مؤكدًا على حق الحكومة اليمنية الشرعية في مطالبة الدول العربية والإسلامية، بالتدخل للتصدي "للبغاة الحوثيين وانقلابهم الغاشم، خصوصا بعد رفضهم كل دعوات العودة عن الانقلاب، والدخول في جلسات حوار تعلي المصلحة العامة لليمن على مصالح شخصية أو إقليمية لقوى الانقلاب الذي وقع منذ سبتمبر 2014 وحتى الآن".
وطالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في البيان الذي أصدره عبر موقعه الرسمي، الحلف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية بـ"استعادة الحقوق من الانقلابيين، وتسليمها إلى أصحابها، والانتصار لشرعية اليمن وثورة شبابها ودمائهم التي سقطت، لتحرير اليمن من الفساد، ومن الطغاة الذين يحاولون العودة إلى السلطة على أسنة الرماح، وظهور الدبابات، غير مكترثين بأي شرعية أو ثورة أو تكوين اجتماعي أو طبيعي داخل اليمن".
وتابع البيان: "يرى الاتحاد أن ما قامت به دول التحالف الإسلامية العشرة، يتوافق مع قول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات:9]، على أن يتوقف القتال إذا أذعن الحوثيون إلى الحق، وعادوا إلى الرشد، واندمجوا في الشعب كما تندمج سائر الفئات".
وحمَّل الاتحاد الحوثيين المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأوضاع في اليمن، بعد رفضهم العديد من دعوات الحوار، التي وجهت إليهم، مع استمرارهم في محاولة فرض الهيمنة على أغلب محافظات ومدن اليمن بقوة السلاح، مع ما هو معروف من أنهم أقلية محدودة، لا تبلغ 5%، ودعا الحلف العسكري إلى المحافظة على أرواح المدنيين من أبناء اليمن عند استهدافهم المواقع العسكرية ومواقع تمركز قوات الانقلاب العسكري الحوثي، والتركيز على ما يخدم قضية كسر الانقلاب وانحساره واستعادة الشعب اليمني شرعيته وثورته ليبدأ في البناء المنشود على أسس سليمة.
كما حذر من المشاريع الإقليمية التي تسعى للتوسع في الأراضي العربية والإسلامية، شرقًا وغربًا، بلا وجه حق، مشيرين إلى أن الأمر يدفع الأمة الإسلامية إلى توحيد جهودها واتحادها في وجه أي مشروع يسعى لفرض هيمنته عليهم والسيطرة على مقدراتهم، وحذر الأمة العربية والإسلامية من كل النزعات والدعوات التي تدعو إلى تمزيق الأمة على أساس عرقي أو لغوي، أو مذهبي، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «
» وشبك بين أصابعه (متفق عليه). ويقول: « » (متفق عليه).الأزهر: مواجهة المد الشيعي
وفي مصر أعلن علماء الأزهر الشريف تأييدهم للجهود العربية الهادفة لإعادة الاستقرار في اليمن، حيث أكد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، أن ما يحدث في اليمن يستدعي أن تتدخل الدول العربية والإسلامية حتى يعود الاستقرار والأمان.
وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه كان من المفترض تنفيذ حكم القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات:9].
أما الدكتور محمود مهني، عضو هيئة كبار العلماء، فقد أكد أن من الواجب على مصر والدول العربية كلها أن تواجه هذا المد الشيعي الذي أراده الخميني في تصريح رسمي عندما قال: "نريد أن نصدر الثورات الشيعية إلى بلاد العرب والعالم، والعرب هم هدفنا الأول لأنهم أهل سنة وجمعة، وتمثله مصر والسعودية وسائر البلدان العربية".
وأضاف في تصريحاتٍ له: "يجب على القوات المسلحة المصرية والعربية أن تتصدى لهذا الخطر الداهم الذى يهدد الدين نفسه فمناصرتنا للمملكة العربية السعودية في تحركها العسكري في اليمن لعودة الشرعية أمر يحتمه الدين قال تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللهِ} [الحجرات من الآية:9].".
كما أبدى رئيس المركز الإسلامي لعلماء من أجل الصحوة، تأييده لعملية (عاصفة الحزم)، قائلاَ: "لقد جاءت في الوقت المناسب".
وشدد إسماعيل على ضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي، وأن الهوية العربية في البلدان العربية حق مشروع لا جدال فيه، مضيفًا: "رغم اقتناع علماء من أجل الصحوة بضرورة درء المفاسد من محاولة زرع الفتن الطائفية، إلا أن الوضع في اليمن ليس فتنة طائفية، وإنما هو دفاع عربي مشروع عن الوطن والهوية".
أحمد الصباحي