ثوب الصداقة

و اعلموا ان من امتهن أصول الصداقة ابتُليَ بـ غشاوةٍ على قلبه و لم يَذُق حلاوتها

  • التصنيفات: آداب عامة -

الألفة تسقط الكلفة عندما تصل إلى ذروة الإنسجام و لكن لا تسقط الأدب بين الأصدقاء
فـليس السماح بالاقتراب إباحة للمحظورات من قبيح الألفاظ
و يحهم من ألبسوا الصداقة ثوب ركيك ألا يُـبصرون فـيُـكرِمون
إنما هذا و ربي انقلاب على معنى الصداقة ذاتِ المقام الجليل
إن الصداقة التي عهدناها إنما هي عين التقدير الاهتمام و الدلال
و وريداً موصولاً بقلبك لا تحيا بدونها
تجدها تعزف ألحانها على وتر الجمال حتى تهيم بها و تَستلذ بقربها
إنها الرحمة التي تتنزّل عليك من سماء النعم
و الفسحةُ التي تسعك عند الضيق و تقابل زلاتك بالعفو
و الحب الذي يجود عندما تَبخَلُ الأشياء من حولك
إنها تلك الحالة الاستثنائية التي تجعل ثمرة الشيء تقبل القسمة على اثنين و هو متحقق في واحدة فقط
فتجد المصطفى ﷺ يشرب حتى يرتوي أبو بكر 

و اعلموا أن من امتهن أصول الصداقة ابتُلي بغشاوةٍ على قلبه و لم يَذُق حلاوتها
فلأجل تلك المعاني السامية .. من أجل أن ترجع الأمور إلى نصابها الصحيح
أعيدوا النظر فيما تنسجون به ثوب صداقتكم.

و الله المستعان

______________

هاجر خالد عبدالعزيز