(313) سُنَّة إكرام الضيف
راغب السرجاني
من أعظم سمات المؤمن الكرم، بل جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرم مرادفًا للمؤمن فما هو الكرم؟ وما هي سنة النبي المصطفى فيه؟
- التصنيفات: السيرة النبوية -
من أعظم سمات المؤمن الكرم، بل جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرم مرادفًا للمؤمن؛ فقد روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «
»، وأحد أبرز مظاهر كرم المسلم عندما يزوره زائر في بيته، فهذا أدعى للتقارب والتحابِّ بين البشر، ويرفع الحرج عن الضيف حيث يُشْعِره بعدم ثقله؛ لهذا كانت سُنَّة إكرام الضيف من أبرز السنن التي دأب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ممارستها..ويكفي أن خديجة رضي الله عنها عندما أرادت أن تصف رسولَ الله اختارت من صفاته خمسة، كان منها إكرام الضيف، فقالت -كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها-: "كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، « »". فكانت هذه صفات غالبة على طبعه صلى الله عليه وسلم، وقِرَى الضيف أي إكرامه، وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الإكرام دليلًا على الإيمان بالله واليوم الآخر؛ فقد روى البخاري عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « ».
وكرم الضيافة يشمل حُسن الاستقبال، والبشاشة، وتقديم الطعام والشراب، والجلوس في مكان طيب، وقد يتطلَّب المبيت إن دعت الحاجة، وذلك من يوم إلى ثلاثة كما جاء في السُّنَّة، فإن أراد الضيف الزيادة في المبيت على ذلك فالأمر متروك للمضيف، فلو فعل فهي صدقة، ولو أبى فلا إثم عليه، وقد روى البخاري عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ العَدَوِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، حِينَ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «
». قَالَ: وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: « ».وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: « ». وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: « ». قَالَ: "يُكْرِمُهُ وَيُتْحِفُهُ، وَيَحْفَظُهُ، يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ضِيَافَةً".
فلنحرص على إكرام ضيوفنا، ولْيحرص الضيوف على الجانب الآخر على عدم الإثقال على المضيفين، وبهذا يشترك الجميع في تطبيق السُّنَّة النبوية.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].