السياحة في مصايفنا

عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

من أراد السياحة النظيفة من المحرمات والخالية من المخالفات فهلم إلينا

  • التصنيفات: ملفات إجازة الصيف -

أيهما أهم؟!

القلب أم القالب؟ الجسد أم الروح؟ الدين أم الدنيا؟ الأولى أم الأخرى؟

تلك أسئلة مهمة لا بد أن نجيب عليها قبل الشروع في العمل لها والاهتمام بها، فليس من الصحيح أن نهتم بالقشور وننسى اللب، ونراعي الفروع ونغفل عن الأصول، ونهتم بالجزئيات ونتجاهل الكليات.

أقول هذا ونحن مقبلون على إجازة صيفية طويلة قد أخذت المناطق السياحية أهبتها لهذا الزحف الزاخم من جموع المصطافين الذين يبحثون عن راحتهم ومتعتهم مما يوجب على المناطق السياحية أن تعد العدة لهذه الزيارة المقصودة والضيافة المحمودة، فإن الاهتمام بالسياحة المادية التي تقوم على تعبيد الطرق وتوفير الشقق وإيصال الخدمات من ماء وكهرباء وغيرهما إلى المصطافين أمر مطلوب وشأن مرغوب، ولكن الغفلة عن السياحة الثقافية والفكرية والروحية يعتبر سوءة كبيرة لا بدَّ أن نكون عنها بمعزل، لأن كثيرًا من طلاب السياحة في المملكة من داخلها وخارجها لا يحرصون عليها ولا يرغبون فيها إلاَّ حفاظًا على دينهم وصيانة لأعراضهم وحماية لأخلاقهم وأهلهم، ولو أنَّ المسألة عندهم لا تقوم إلاَّ على جمال الجو وكمال الطبيعة لوجدوا ذلك في بقاع شتى من العالم تفوق ما عندنا بمراحل.

ولكن هؤلاء النخبة المباركة يقدمون دينهم على دنياهم ويحرصون على إرضاء ربهم بل أن يرضوا أنفسهم وذويهم.

فهل أعددنا لنا ولهم من البرامج الدعوية من محاضرات وندوات ومواعظ ومسابقات ما يجعلهم في سرور وغبطة بما يشاهدون من جمال الطبيعة ولطف الجو مقرونة بتزكية النفوس وتهذيب الأخلاق وزيادة الإيمان والعمل الصالح؟!

وحسبي أن أضرب لذلك مثلاً بما وقع من نفع بالمخيمات الصيفية الدعوية التي جمعت في كل يوم عددًا كبيرًا من المصطافين من داخل المملكة وخارجها، مما يؤكد ضرورة الإكثار من مثل هذا النشاط في أكثر من موقع ولو بصورة مغايرة، فالمهم أن نشغل الناس بما ينفعهم حتى لا ينشغلوا بما يضرهم ويجلب الشر لهم، فهذا دورنا الريادي الذي يميزنا عن غيرنا.

 

فلنقلها واثقين بها:

من أراد السياحة النظيفة من المحرمات والخالية من المخالفات فهلم إلينا، فلدينا من البرامج الدينية والأدبية ما يشبع النهمة ويقنع الرغبة، ومن أراد أن يتوسخ بالأقذار ويتلطخ بالأوزار فإليه عنا، فليس ما يريد عندنا، وعلى نفسه جنى، فلا يضر إلا نفسه، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.

المصدر: موقع هاجس