الرجل العابث

عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

يقدح ثم يمدح، يبرئ ثم يزري، يثور ثم يخور، يفرض ثم يرفض، ليس له مبدأ يعيش عليه، ولا حد يقف عنده أو اتزان يضبط حركته وينظم مسيرته.

  • التصنيفات: مساوئ الأخلاق -

 

لا يعرف قيمة التخطيط، ولا أهمية التنظيم، ولا ضرورة الترتيب، فتارة يبني كأحسن ما أنت راءٍ، فإذا به ينقض غزله، ويهدم بنيانه، ويحرق أوراقه، وكأن شيئًا لم يكن.

ينشط كالعاصفة، ويثور كالبركان، ويضطرب كالزلزال، ويضرب كالموج، وينحدر كالسيل. يقاوم الإعصار، ويسبح ضد التيار، ثم يستسلم بما لا يرضاه مسلم!

يعتني بمن حوله، ثم ينقلب عليهم، فيلتهمهم، كقطة السوء، تعتني بصغارها، فإذا جاعت أكلتهم.

يقدح ثم يمدح، يبرئ ثم يزري، يثور ثم يخور، يفرض ثم يرفض، ليس له مبدأ يعيش عليه، ولا حد يقف عنده أو اتزان يضبط حركته وينظم مسيرته.

أعماله مرتجلة، وأفكاره مشتتة، وقراراته عشوائية، وحياته فوضوية.

فليته عكف على نفسه الثائرة فهذبها، وحركته الهائجة فضبطها، ومسيرته المعوجة فقومها، لكان خيرًا له من جمع غثاء السيل أو زبد البحر!

وأخيرًا أقول: الاتزان طريق الأمان، والعمل المؤسس المدروس خير من الارتجال الذي يقود للضلال، ويد الله مع الجماعة، والراكب شيطان، والثلاثة ركب، والله الهادي إلى صراط مستقيم.

المصدر: موقع هاجس