مفاهيم ينبغي أن تصحح [2]

عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

وحسن الظن بالله زاد للمؤمن في طريقه إلى ربه، وفي سلوكه مدارج السالكين إلى رب العالمين، فهو شحنة إيمانية يتعلق بها القلب بالرب.

  • التصنيفات: الطريق إلى الله -

 

وحسن الظن بالله زاد للمؤمن في طريقه إلى ربه، وفي سلوكه مدارج السالكين إلى رب العالمين، فهو شحنة إيمانية يتعلق بها القلب بالرب.

إذا فهو مدعاة للعمل، ومحفز للهمم، ومثير للعزائم، وليس كما يفهم من لا فهم له أنه سبب للركون للأماني والتعلق بالآمال والاستسلام للأحلام، فيكون ذلك مدعاة للكسل والخمول والخمود والفتور، ومقارفة للذنوب والتلطخ بالفجور، فإذا ما ذُكِّر العاصي بذنوبه، وحُذِّر من العقوبة، قال في تنمِّر واضح وتعدِّي فاضح: إني أحسن الظن بربي!

وكذب وللحق اجتنب: لو أحسن الظن لأحسن العمل.

قال الحسن البصري رحمه الله: إن قومًا ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا مفاليس، يقول أحدهم: إني لأحسن الظن بربي، وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل. قال تعالى: {وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت:23].

وهل يعقل أن يكون في ميزان الله العدل الذي لا يقبل الحيف والجور أن يساوي بين أهل الأجور وأهل الفجور؟!

وأن يماثل بين البر والفاجر والمؤمن والكافر والمحسن والمسيء؟!

وأن يعادل بين من أعرض عن الله، وبين من تعرَّض لنفحات جود الله؟!

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية:21].

المصدر: موقع هاجس