حراك لا بد أن يمر بأعماق القلوب وأعماق المجتمع

مدحت القصراوي

لا يصح أبدًا أن يبقى الحراك بين تنظيمات أو جماعات أو فئات عمرية محددة، شباب أو فتيان، لا بد أن يمر بعجائز وشيوخ المسلمين وصبيانهم وفتياتهم، وقريبهم وبعيدهم، والسبب أنه موجة تقلّب الجميع، وبمقدار عمقها يكون ما بعدها، إن المنتظر بعد هذه المحنة كبير، وآثاره عميقة وبعيدة، أعمق مما نتصور وأبعد مدى مما يتراءى بالنظرة الأولى.

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -

عندما يذكر الله تعالى في صورة الوعد والسُنة، أن المواجهة وما فيها من ثقل مع الباطل، لا بد أن تصل إلى الدرجة التي تتجاوز فيها التحمل البشري، ولو كان متمثلاً في صورة نبي كريم، وأن لحظة الاستيئاس لا بد من مرور المؤمنين بها، وأنها سُنة، وأنها هي تلك اللحظة التي تغلق فيها الأبواب المتوقعة للرسول..

كما هو توجيه شيخ الإسلام ابن تيمية: "حتى يتساءل متى النصر وقد أغلق الباب الذي كنا ننتظر فتحه أو ننتظر منه الفرج والنصر، أو هي تلك اللحظة التي تختلط فيها الوساوس بالمؤمن فيدفعها بصريح إيمانه، اللحظة التي تتحدث فيها النفوس بما أن يحترق المؤمن فصير فحمة أحب إليه أن يتكلم بهذه الوساوس".

لحظة (الاستيئاس) أو لحظة (متى نصر الله)، لا بد منها، ولحظة العجز البشري -بعد تقديمه الأسباب- لا بد منها حتى يعجز القلب البشري فيسجد لله تعالى ضارعًا، كما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يدعو ربه، مقترنًا مع جند الله الصامدين، وما دام هذا حراك أمة فلا بد كذلك من أن يمر البلاء بقلوب المؤمنين كلهم، فيمر بقلب كل مؤمن ويطوف ببيوت أمة يراد لها أن تنهض..

لا يصح أبدًا أن يبقى الحراك بين تنظيمات أو جماعات أو فئات عمرية محددة، شباب أو فتيان، لا بد أن يمر بعجائز وشيوخ المسلمين وصبيانهم وفتياتهم، وقريبهم وبعيدهم، والسبب أنه موجة تقلّب الجميع، وبمقدار عمقها يكون ما بعدها، إن المنتظر بعد هذه المحنة كبير، وآثاره عميقة وبعيدة، أعمق مما نتصور وأبعد مدى مما يتراءى بالنظرة الأولى.

كلما كان الحدث عظيمًا فلا بد له من الحشد، وموجة البلاء هذه وتطوافها بالقلوب والبيوت، والشرفاء والأعمار والثقافات والأخيار، كفيلة بحشد الجميع لحدث جلل خلف ستار الغيب، الغيب القريب، بإذن الله تعالى.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام