جريمة يتبرأ منها ربائب الشياطين

أميمة بنت أحمد الجلاهمة

المعضلة الكبرى التي نعيشها اليوم في داخل البلاد وخارجه هي وجود أناس امتهنوا كره أنفسهم، أناس فقدوا الأمل واعتقدوا أن قتل أنفسهم وقتل غيرهم يعدان الوسيلة المثلى للنجاة، هؤلاء أوهموا أنفسهم وأمثالهم أن الجنة هي مثواهم.. أتساءل أهؤلاء جهلة؟! أم فقدوا عقولهم؟! ففي خضم بحثهم عن النجاة ارتكبوا جرائم يتبرأ منها ربائب الشياطين.

  • التصنيفات: التصنيف العام -

لدينا وزارة داخلية واعية وقوية ومتمرسة تملك من الإمكانيات البشرية والقدرات اللوجستية في مكافحة الإرهاب والجرائم على اختلافها ما أبهر العالم، وهي جزء من منظومة وطنية تسعى لرعايتنا والحفاظ على مقدراتنا.


المعضلة الكبرى التي نعيشها اليوم في داخل البلاد وخارجه هي وجود أناس امتهنوا كره أنفسهم، أناس فقدوا الأمل واعتقدوا أن قتل أنفسهم وقتل غيرهم يعدان الوسيلة المثلى للنجاة، هؤلاء أوهموا أنفسهم وأمثالهم أن الجنة هي مثواهم.. أتساءل أهؤلاء جهلة؟! أم فقدوا عقولهم؟! ففي خضم بحثهم عن النجاة ارتكبوا جرائم يتبرأ منها ربائب الشياطين.

نطالب قضاتنا الأفاضل بإيقاع "حد الحرابة" على أمثال هؤلاء ومن دعمهم وساند جرائمهم وصفق لقتلهم وترويعهم للآمنين، إذ لن يأبه العالم بنا لو قتل أبناؤنا وروع أطفالنا وتيتموا، ولو ترملت نساؤنا، وسيكون حال العالم معنا كحاله مع سورية والعراق وبورما وفلسطين وليبيا وحتى اليمن.. فالعالم الأول يجيد التنظير بدرجة أولى، ولن يتحرك ساكنا إلا في حال تعرضت مصالحه للخطر، وبالتالي ليس من الحكمة أن ننتظر الرحمة من هذا العالم.. بل علينا أن نولد مصالحه في أرضنا لعله يعيد النظر في سياساته ضد الإرهاب ليس خوفا علينا، بل على مصالحه من الضياع، فالسياسة التي اعتمدها تجاه الإرهاب لا تخلو من تسويف.. نحصد نحن كأمة إسلامية وعربية نتائجها على الأرض، نتائج تتعرض لأمن البلاد والعباد.

منذ سنوات ونحن نحاول إفاقة هذا العالم من غيبوبته الاختيارية أمام تحركات إرهابية ولدت حولنا وكان بالإمكان قتلها في مهدها إلا أن تقاعس العالم عن التحرك في مواجهتها دفعها لتنمو وتتشعب وتنثر سمومها في الدول المجاورة، محاولة نقل فيروساتها القاتلة إلى أرضنا وداخل مخادعنا.. هذه الجماعات سواء كانت تدعي أنها توافقنا في المذهب أو كانت ممن يخالفنا مذهبيا تتحرك تحت مظلة الإرهاب.. مؤمنة به وبأيديولوجية تروع الآمنين، فأيا كان هؤلاء! ومهما كانوا! عليهم أن ينالوا عقوبة رادعة، والعقوبة التي فيها نجاتنا هي تطبيق "حد الحرابة" إذ الواجب علينا تجاه ديننا ثم وطننا تجاه أحفادنا قبل أبنائنا أن نقف صفا واحدا في مواجهة إرهاب يسعى للمساس بوحدة البلاد وأمن العباد.

ليس لمن دعم الإرهاب أي مكان بيننا ولو اكتفى بالضغط على أحد أزرار أجهزة الكمبيوتر، فالدعم الإلكتروني سريع الانتشار وقد يقوم بدور المدرب للعمليات الإرهابية، ومن هنا كان علينا وعلى دول العالم العمل على تخصيص جيوش وطنية قادرة على مراقبة هذا الجهاز، كما على مؤسسات التعليم في بلادنا العمل على توعية شبابنا بواجبهم تجاه وطنهم وخطورة هذه الشبكة، التي بحول الله ستكون أوهن من بيت العنكبوت.

لا أتخيل كيف باتت أسر من قتلوا، وكيف أصبح حال الأمهات والزوجات والأطفال! ولكني أعلم أن المملكة حكومة وشعبا انتفضت مجددا عن بكرة أبيها أمام جرائم لا تمت إلى انتمائنا الوطني بصلة، أمام أفراد لا ينتمون لنا بصلة، فقد لفظناهم وتبرأنا إلى الله سبحانه منهم، ومن توجهاتهم الإجرامية التي استفحلت وتجبرت.

بحمد الله لدينا وزارة داخلية واعية وقوية ومتمرسة تملك من الإمكانات البشرية والقدرات اللوجستية في مكافحة الإرهاب والجرائم على اختلافها ما أبهر العالم، وهي جزء من منظومة وطنية تسعى لرعايتنا والحفاظ علينا وعلى مقدراتنا، ورجالها أبناؤنا، فقد عهدناها في أحوالنا كلها ساهرة ونحن نيام، كما أنها تعمل دوما على الإمساك بمن تسول له نفسه المساس بأمننا، ولولا الله سبحانه ثم رجالها لكنا نحصد يوميا عشرات الجرائم أمثال جريمة "القديح" ولفقدنا الآلاف من الأبرياء.

نحن كمواطنين مطالبون أن ندعم جهود وزارة الداخلية ونساند تحركاتها، ونمدها بما نعرف وحتى بما نشك أننا نعرف، داعين الله سبحانه أن يسدد خطاها للإمساك بمن كان خلف هذه الجريمة الوحشية وبمن دعم تحركاتها الإرهابية متطلعا للإضرار بأمننا وسلامة وطننا حكومة وشعبا، وترويع من جاءنا آمنا مطمئنا من معتمرين وحجاج وغيرهم.

وفي النهاية أوجه التعازي لأهالي "القديح" بشكل عام ولأهالي الضحايا بشكل خاص، وإنا لله وإنا إليه راجعون.