الله محيط بسر الأعداء
أبو الهيثم محمد درويش
مع شدة الملاحم والفتن قد يهن المؤمن ويظن الظنون، وقد يدب اليأس في قلبه خاصة مع ما يخفيه المنافق من العداء، وما يبطنه من الحقد على أهل الإيمان، ومع ما يحيكه الكفار من باقي الملل لمحاربة أهل الإسلام.. وهنا يأتي الإعلان القرآني الصريح بعلم الله المحيط بسر أعدائه وعلانيتهم.
- التصنيفات: الأسماء والصفات - القرآن وعلومه -
مع شدة الملاحم والفتن قد يهن المؤمن ويظن الظنون، وقد يدب اليأس في قلبه خاصة مع ما يخفيه المنافق من العداء، وما يبطنه من الحقد على أهل الإيمان، ومع ما يحيكه الكفار من باقي الملل لمحاربة أهل الإسلام..
وهنا يأتي الإعلان القرآني الصريح بعلم الله المحيط بسر أعدائه وعلانيتهم، لطمئنة المؤمن الحامل لراية الإسلام أن أعداء الملة وإن أخفوا على الناس عداءهم ومخططاتهم فإن الله بما يعملون محيط.
قال تعالى:
{أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ . وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [البقرة:77-78].
قال العلامة السعدي:
"{أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} فهم وإن أسروا ما يعتقدونه فيما بينهم، وزعموا أنهم بإسرارهم لا يتطرق عليهم حجة للمؤمنين، فإن هذا غلط منهم وجهل كبير، فإن الله يعلم سرهم وعلنهم، فيظهر لعباده ما أنتم عليه.
{وَمِنْهُمْ} أي: من أهل الكتاب {أُمِّيُّونَ} أي: عوام، ليسوا من أهل العلم، {لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ} أي: ليس لهم حظ من كتاب الله إلا التلاوة فقط، وليس عندهم خبر بما عند الأولين الذين يعلمون حق المعرفة حالهم، وهؤلاء إنما معهم ظنون وتقاليد لأهل العلم منهم.
فذكر في هذه الآيات علماءهم، وعوامهم، ومنافقيهم، ومن لم ينافق منهم، فالعلماء منهم متمسكون بما هم عليه من الضلال، والعوام مقلدون لهم، لا بصيرة عندهم فلا مطمع لكم في الطائفتين".