(343) سُنَّة الدعاء في الصلاة
راغب السرجاني
تتنوَّع أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة، ولعل سبب هذا التنوُّع هو صرف الرتابة عن نفس المؤمن، لأن اعتياد المـُصَلِّي على أدعية بعينها
- التصنيفات: السيرة النبوية -
تتنوَّع أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة، ولعل سبب هذا التنوُّع هو صرف الرتابة عن نفس المؤمن، لأن اعتياد المـُصَلِّي على أدعية بعينها قد يُفْقِده التدبُّر فيها، وبين أيدينا سُنَّة جميلة نقلها لنا الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان قد راقب الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض صلواته..
فعَلَّمَنا بعض الأدعية والأذكار التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقولها أحيانًا في مواطن مختلفة من الصلاة، فقد روى مسلم عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: «
».وَإِذَا رَكَعَ، قَالَ: «
»، وَإِذَا رَفَعَ، قَالَ: « »، وَإِذَا سَجَدَ، قَالَ: « »، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: « »".فهذه ثروة حقيقية من المناجاة الخاشعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل، وقد حدَّد عليٌّ رضي الله عنه موطنَ كل ابتهال، مع العلم أن قوله صلى الله عليه وسلم: « »، يُقال بعد تكبيرة الإحرام، وذلك لما ورد في رواية الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عن عليٍّ رضي الله عنه قال: وَيَقُولُ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ بَعْدَ التَّكْبِيرِ: « ».
ويمكن ذكر هذه الأدعية في الصلوات المكتوبة، فقد جاء في رواية الترمذي أن عليًّا رضي الله عنه قال: "إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ.."، مع السرعة لئلا يطيل الإمام على الناس، أما في القيام فالمجال مفتوح لقولها كاملة.
ولا تنسوا شعارنا قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].