{وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ}
أبو الهيثم محمد درويش
يقولون: لا تدخلوا الدين في كل شيء فإنما هو للمساجد وبيوت العبادة، ودعونا نحيا ونتمتع بدنيانا، أبعدوا الدين وتحكماته عن حياتنا، ولا تزعجونا في فضائياتنا ومجالسنا إلى آخر كلماتهم..! وهو نفس قول الأقدمين: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ}.
- التصنيفات: القرآن وعلومه - ترجمة معاني القرآن الكريم -
سبحان الله! ما أشبه اليوم بالبارحة.
يقولون اليوم: هذا دين همجي يأمر بقطع الأعضاء والرجم، وغفلوا أن يدًا واحدة تقطع ستتكفل بردع كل سارق قد يتسبب في خراب بيت، أو بيع امرأة عرضها لتأكل وتطعم أطفالها بعدما أصابها الفقر بسبب سارق مستهتر، أو رب أسرة يعجز عن إطعام أطفاله أو سداد دينه، فيمد يده للرشوة أو الحرام ليعوض ما سرق منه، لم يحسبوا أن هذه اليد المقطوعة ستريح المجتمع بأسرة وتتكفل بسد أبواب من الفتن كفيلة بتدميره..
ولا يدرون أن رجمًا واحدًا يطبق سيتكفل بردع العابثين بالأعراض والمشوهين للعفاف، والمستهترين باختلاط الأنساب وتدنيس الشرف، ألم يقتل زوج المرأة الزانية بخنجر مسموم لما اكتشف الخيانة؟ ألم تتلوث سمعة بناتها وأخواتها وكل القريبات منها؟!
يقولون: لا تدخلوا الدين في كل شيء فإنما هو للمساجد وبيوت العبادة، ودعونا نحيا ونتمتع بدنيانا، أبعدوا الدين وتحكماته عن حياتنا، ولا تزعجونا في فضائياتنا ومجالسنا إلى آخر كلماتهم..!
وهو نفس قول الأقدمين: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة:88]
قال العلامة السعدي رحمه الله:
"أي: اعتذروا عن الإيمان لما دعوتهم إليه، يا أيها الرسول، بأن قلوبهم غلف، أي: عليها غلاف وأغطية، فلا تفقه ما تقول، يعني فيكون لهم -بزعمهم- عذر لعدم العلم، وهذا كذب منهم، فلهذا قال تعالى: {بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ} أي: أنهم مطرودون ملعونون، بسبب كفرهم، فقليلا المؤمن منهم، أو قليلا إيمانهم، وكفرهم هو الكثير".