(١) سورة الفاتحة
غادة النادي
سلسلة خواطر مُيسرة جدًا، ومُختصرة جدًا تتناول ما سيفتح الله لي به من كتابه المجيد طيلة ليالي رمضان المبارك..
- التصنيفات: ملفات القرآن الكريم وبرامجه -
سلسلة خواطر مُيسرة جدًا، ومُختصرة جدًا تتناول ما سيفتح الله لي به من كتابه المجيد طيلة ليالي رمضان المبارك..
- الخواطر جوهرها، كيف نُغير من أنفسنا بالقرآن، أن نتغير -بإذن الله ومعونته وتوفيقه - من حالة التيه والحزن، وضياع الهدف والوجهة، إلى الثبات، وانشراح الصدر والفلاح، ومعرفة الهدف، والغاية الكبرى، كما يحب ربنا، ويرضى..
- اللهم اجعل هذا الجهد خالصًا لوجهك الكريم، وانفعني به، وأهلي والمسلمين، والحمد لله رب العالمين.
(١) سورة الفاتحة:
- لكل عمل عظيم مُستهل ومُفتتح، وربنا العظيم، الحكيم، اصطفى {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ . إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:1-7]، لكي تكون مُفتتح كتابه، ورسالته لعباده (القرآن المجيد) ألا يستحق هذا وقفة وتدبرًا فريدًا من نوعه؟ تدبرًا نتغير به، ومعه، نحو حياة أفضل ونفوس تقية، موصولة بخالقها.
- وفاتحة الكتاب اصطفى الله لها أن يستهلها بالحمد، والثناء على ذاته العليا -تبارك ربنا وتعالى- أن يكون أول ما يستهل به المؤمن قراءته للقرآن الحمد والشكر لله، والثناء عليه، ثم أتبع سبحانه الثناء بالإقرار بالعبودية له وحده، وصدق الاستعانة به وحده، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، فحينما تجد علة في صدق عبوديتك، حينما تجد خللاً، وكسرًا، وتقصيرًا في صدق استعانتك به، وطاعتك له..
حينما تجد صدرك ضيقًا، كل شاردة وواردة تجد لها بقلبك مستقر من الحزن والتضخيم، حينما تخفق في أهدافك، وتفشل في تحديد وجهتك، فاعلم أن هناك حتمًا خلل في صدق حمدك لله، وشكرك له، ثنائك عليه بقلبك، وجوارحك، إذ كيف ستثبت وتصبر في طريق طاعة من لا تعرفه بحق، فمتجده بحق، ومن لا ترضى بقدره، وتسلم ناصيتك له، وتحمده على السراء والضراء بحق؟
- تصلي ولا تجد قلبك، راقب حاله، هل حقًا يحمد الله، ويرضى بكل ما قسمه له، ويثني عليه حق الثناء؟
- تقع في نفس الذنب مرة ومرات، يضيق صدرك من الأحداث والمحن، تبتئس وتنزوي، تأتي عليك مواسم الطاعات، تضع الخطة، وتمتلىء همة وحماس، ثم تتوه وتفتر، تنزل النازلة أو البلاء، فتظن بالله الظنون، لا يحدث هذا كله إلا لخلل في صدق عبوديتك، جاء من بعد خلل في صدق حمدك لله ورضاك عنه، وثنائك وتعظيم قلبك له سبحانه وتعالى.
- تدعي وتدعي، ولا ينشرح صدرك، ثم ربما لا توفق لنفس الدعاء مرة أخرى ويتثاقل قلبك، ويتكاسل لسانك، ولا تطيعك جوارحك، راجع حال قلبك من الحمد لله والثناء عليه، قس مقدار هذين العظيمين فيه، ستعلم حينها أنك ابتعدت كثيرًا وأنه لزام عليك أن تتغير، وتعرف الطريق والمُفتتح الحق لكل عمل تخطو به في طريق الله وصراطه المستقيم.
- نعم أنا أتغير بالحمد لله، والشكر له، والرضا به وعنه وبكل ما يقدره علينا، نعم أنا أتغير بعظيم الثناء عليه، وبالقراءة والمعرفة عن فضل الحمد والشكر الثناء على الله، بمعرفة أسمائه الحسنى، وصفاته العليا حتى أدندن بها بقلب يعظمه، وأتقرب له بما يحبه وهو الغني الحميد، وأنا الفقير الذليل المحتاج إليه.. فيوفقني الله لإيجاد المُفتتح والمبتدى، والمُختتم القويم الحق، فانطلق بعده نحو دروب التوفيق والخير، لا يضرني شيء، بإذن الله، وأقول للدنيا -بالقرآن في شهر القرآن-: نعم أنا أتغير.