(5) رحلة
غادة النادي
نعم أنا أتغير.. من إنسان خيالي يظن أن الواقع يعين على النجاح، وأن الطريق إلى الله مفروش أمامه بالورد، وأيادي المٌخلصين والداعمين، إلى إنسان يعلم فقه واقعه، وخطورة المرحلة الزمنية والدينية التي نمر بها، وتغيرات النفوس، وأمراض القلوب، فلا يقف باكيًا شاكيًا، ينتظر من يربت على كتفه، ويدعمه، ويعينه، بل يحارب، ويناضل -مستعينًا بالله وحده-، ويصبح هو الداعم والمعين، وحجر الأساس، ومن يعبد الطريق لمن يأتي بعده، ومن يأخذ هو بأيادي الناس إلى الخير.
- التصنيفات: الطريق إلى الله -
من بلجيكا أتت لكي تنضم لقافلتنا الدعوية، التي نطلقها مع خامس أيام رمضان بإذن الله تعالى، لتقديم الخدمات الدعوية والتعريفية بالإسلام في ثلاث ولايات أمريكية.
(ڤيرونيك كولز) البلجيكية الشابة، التي ما أن وصلت (سن البلوغ) حتى بدأت تبحث عن (الحق)! فهداها الله للإسلام، ومنذ إسلامها حتى الآن -منذ تسعة أعوام- شاء الله أن يهدى بها (ألف رجل، وإمرأة) دخلوا في الإسلام على يديها!
ولأنها عانت في بداية اعتناقها للإسلام من قلة الدعم، والموارد الشرعية والمادية، ومحاولات اعاقتها (لأنها إمرأة)! ناضلت، ووقفت قوية في وجه كل التحديات، ثم جعلت من بيتها وقفًا لله ليصبح (أهم مركز إسلامي) يخدم هؤلاء المسلمين الجدد، وبقية الجالية الإسلامية هناك..!
- اللقاء الأول معها اليوم، كان مليئا بالمشاعر والعواطف –بالطبع! فنحن نساء- وبالتجارب، والتعلم وتبادل الخبرات، والتواصي بالحق والصبر، وحينما قبلت يديها وقلت لها أوصني يا ڤيرونيك، قالت لي: "نحن النساء حياتنا صعبة، وخياراتنا محدودة، والتحديات التي تواجهنا حقًا كبرى، وفي طريق صعب مثل هذا تحاربين فيه أمواجًا عاتية من التجمد الديني والفكري، والخلافات والإشكاليات التي تدور حول النساء ودورهن، وحدود فعاليتهن..
إن لم تستعينِ بالله وتتوكلي عليه حق توكله، لن تنجحي أبدًا، كوني قوية بالله، وواصلي السعي لله، وإذا تلقيت صفعة قوية -وما أكثر الصفعات في طريق الحق- لا تدعي الألم والصدمة يستهلكان كثيرًا من وقتك وطاقتك انهضي وقاومي، وواصلي، وإلا ضاع عمرك في (اللاشيء)، وسيهدي الله بكِ غير المسلمين للإسلام، حينما يهديكِ أنتِ أولًا للإسلام، وبقدر امتلاء قلبك بالرحمة، وحب الخير للناس، وتصبح قضية هدايتهم هي شغلك الشاغل بقدر عطاء الله لكِ، وتوفيقه في الدعوة لدينه وغيرها"!
نعم أنا أتغير.. من إنسان خيالي يظن أن الواقع يعين على النجاح، وأن الطريق إلى الله مفروش أمامه بالورد، وأيادي المٌخلصين والداعمين، إلى إنسان يعلم فقه واقعه، وخطورة المرحلة الزمنية والدينية التي نمر بها، وتغيرات النفوس، وأمراض القلوب، فلا يقف باكيًا شاكيًا، ينتظر من يربت على كتفه، ويدعمه، ويعينه، بل يحارب، ويناضل -مستعينًا بالله وحده-، ويصبح هو الداعم والمعين، وحجر الأساس، ومن يُعبد الطريق لمن يأتي بعده، ومن يأخذ هو بأيادي الناس إلى الخير.