(7) صاحبة حق
غادة النادي
نعم أنا أتغير.. حينما تعلمت ألا أفرض وصايتي ورأيي وخبراتي على أي أحد، لمجرد أنني مُحقة وأن كل دوافعي (مليئة بالمحبة، والخير).
- التصنيفات: تربية النفس -
حينما اختلفت مع (صديقتي، تلميذتي، أختي، زميلتي..) في وجهات النظر، في الأفكار، في القناعات، في إدارة العمل، في لون الديكور، أو نوع الملابس، والزينة.. كنت أظن وقتها أنني (صاحبة حق) لمجرد أنني أحمل من الخبرة، والوعي ما لا تحمله هي!
ونعم قد كنت مُحقة، لكن أسلوبي في التعبير عن صحة رأيي كان خاطئًا، كان يحمل الكثير من الوصاية والرغبة في الحماية.. أو ربما جرحت مشاعرها، ربما ظنت أنني أرسم صورة داخلية لنفسي فيها اعتزاز شديد برأيي فقط لمجرد: (فارق العلم والشهادات والجامعات)، التي حصلت فيها على تعليمي..
تنفجر صديقتي فجأة وتقول لي: "أنا عارفة إنك صح، وتفكيرك أفضل مني بكتير، بس أنا رأيي عاجبني، وحابة أجرب".
- فانتبهت لقيمة (بشرية جوهرية): تلك المساحة من الحرية الفردية لإعجاب الشخص بنفسه، وبرأيه، لحقه في الاختيار، ورغبته في خوض التجربة والمغامرة، وتحمل تبعاتها حتى لو كانت خاطئة، سيكون سعيدًا لأنه قد نصب نفسه -من البداية- مسؤولاً، ولم لا، وقد حمل الإنسان الأمانة منذ الخيار الأول؟
فتعلمت ألا اتجاوز هذه المساحة أبدًا، وألا أعطي رأيي في شيء إلا إذا سُئلت، وأن أترك خيارات ومساحات حرة ومفتوحة للآخر، وأن يكون رأيي مجرد (مقترحات مرنة) أوسع بها مدارك وآفاق من يطلب المشورة، وأغادر في حب وسلام، وعاد هذا بالنفع الكثير عليّ وعليهم!
نعم أنا أتغير.. حينما تعلمت ألا أفرض (وصايتي ورأيي) وخبراتي على أي أحد، لمجرد أنني مُحقة وأن كل دوافعي (مليئة بالمحبة، والخير).