{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ}

أبو الهيثم محمد درويش

لم يتأمل المنبهر أن أفضل العقول البشرية رقياً وصناعة في العصر الحديث تعبد الفئران في اليابان وتعبد الشيطان في أمريكا.

  • التصنيفات: التفسير -

- يا أخي الناس طلعت القمر ونحن نتحدث في أحكام الطهارة!!
- يا أخي عقولهم غير عقولنا.
- حياتهم شيء آخر تماماً .......إلخ.

الانبهار بالتقدم الذي تخلف عنه المسلمون بسبب ابتعادهم عن أسباب رقيهم وتقدمهم التي سادوا وسبقوا لما طبقوها.

لم يتأمل المنبهر أن أفضل العقول البشرية رقياً وصناعة في العصر الحديث تعبد الفئران في اليابان وتعبد الشيطان في أمريكا.

لم يتأمل المنبهر أن الدمار المجتمعي وامتهان جسد المرأة وانهيار الأسرة وانتشار الشذوذ كل هذا مؤذن بانهيار هذه الحضارة الي تفتقد للعقيدة والأخلاق التي تحكمها.

اعلم يا هذا: أنك تأخرت وصرت تابعاً لما تخلفت عن أسباب رقيك الحقيقية وازدريت عقيدتك وتعاليم شرعك التي تحض على العلم والعمل والإخلاص لله  وطهارة الظاهر والباطن على حد سواء لتكفل لك سيادة العالم وكمال الرقي ... ولكنك ابتعدت عامداً أو جاهلاً أو متكاسلاً بينما عمل القوم لدنياهم وتعبوا واجتهدوا فنالوا من الدنيا على قدر تعبهم ولو أنك بذلت وتعبت مع احتفاظك بنقاء عقيدتك واتباعك لشريعة ربك لنلت خيري الدنيا والآخرة.

قال الله على هذا العقول التي تبهرك والتي لم تذعن لشرعه وحكمه: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [البقرة:108].

قال العلامة السعدي رحمه الله: "لما بين تعالى عدم انقيادهم لما جاءت به الرسل، وردهم لذلك بالتقليد، علم من ذلك أنهم غير قابلين للحق، ولا مستجيبين له، بل كان معلومًا لكل أحد أنهم لن يزولوا عن عنادهم، أخبر تعالى، أن مثلهم عند دعاء الداعي لهم إلى الإيمان كمثل البهائم التي ينعق لها راعيها، وليس لها علم بما يقول راعيها ومناديها، فهم يسمعون مجرد الصوت، الذي تقوم به عليهم الحجة، ولكنهم لا يفقهونه فقها ينفعهم، فلهذا كانوا صما لا يسمعون الحق سماع فهم وقبول، عميا لا ينظرون نظر اعتبار، بكما فلا ينطقون بما فيه خير لهم.

والسبب الموجب لذلك كله، أنه ليس لهم عقل صحيح، بل هم أسفه السفهاء، وأجهل الجهلاء.

فهل يستريب العاقل، أن من دعي إلى الرشاد، وذيد عن الفساد، ونهي عن اقتحام العذاب، وأمر بما فيه صلاحه وفلاحه، وفوزه، ونعيمه فعصى الناصح، وتولى عن أمر ربه، واقتحم النار على بصيرة، واتبع الباطل، ونبذ الحق أن هذا ليس له مسكة من عقل، وأنه لو اتصف بالمكر والخديعة والدهاء، فإنه من أسفه السفهاء".