الصحافة المرعبة...!
منظومة تحكم عالية، ودولة افتراضية وقائمة.. أقصد هو الإعلام، ويُعرف بالسلطة الرابعة، الآمرة الناهية والضاغطة والمستفزة، وغالبا ما يتولاه أرباب النفوذ والمال والترف والسخف، للسيطرة الفكرية والاجتماعية والسياسية والاستبدادية، وبث رسائلهم الخاصة، وأجندتهم المحددة،... ونظرًا لخطورته واطلاع ذويه على الأسرار والخفيات، تشترى فيه الذمم، وتخان العهود، ولا أمان لأكثر العاملين في النطاق الصحفي والإعلامي، إلا من عافاه المولى تعالى ،،،! وإنك لتعجب من الرواتب الباذخة، والمزايا الخاصة، والتحف النادرة...! وكل ذلك من رسالتهم العالمية والإعلامية لتحقيق الأمان والاستقرار على هواهم....!
- التصنيفات: التصنيف العام -
منظومة تحكم عالية، ودولة افتراضية وقائمة.. أقصد هو الإعلام، ويُعرف بالسلطة الرابعة، الآمرة الناهية والضاغطة والمستفزة، وغالبا ما يتولاه أرباب النفوذ والمال والترف والسخف، للسيطرة الفكرية والاجتماعية والسياسية والاستبدادية، وبث رسائلهم الخاصة، وأجندتهم المحددة،... ونظرًا لخطورته واطلاع ذويه على الأسرار والخفيات، تشترى فيه الذمم، وتخان العهود، ولا أمان لأكثر العاملين في النطاق الصحفي والإعلامي، إلا من عافاه المولى تعالى ،،،! وإنك لتعجب من الرواتب الباذخة، والمزايا الخاصة، والتحف النادرة...! وكل ذلك من رسالتهم العالمية والإعلامية لتحقيق الأمان والاستقرار على هواهم....!
وإنه لمن التناقض المضحك أن يحتكر الصحافة المستبد، فيمنع الهواء والضوء عن الخلائق ...!
ومع تلك الأجواء المعتمة، لا تخلو الصحافة من أحرار، ويصنع الله فيها أفذاذا يأبون العمالة، او جر أذيال الهزيمة والخيانة ..!
فتنشأ نفوسهم على حب الحقيقة وتتبعها، والذود عنها، وتحمل المخاطر من جرائها، ولا أدل على ذلك من موت صحفيين في المعارك، وسجن آخرين لمجرد خبر، او كاميرا، او حتى كاميرا جوال....!
وأول من عانت من الصحافة الحرة، في العصر الحديث، وقبل الأنظمة المستبدة، شرطي العالم امريكا، وهمت بقصف مكاتب قنوات كالجزيرة في العالم، وضغطت على صحف، وحاصرت وكالات أنباء، لتستفرد هي بالحقيقة، وتكيِّف الرأي العام كما تشاء...!
ولكن هيهات هيهات...!
وشتان ما بين عصور حجرية، وتفرد القطب الأوحد بها، وبين حاضر مشع بالنت وعجائبه وتطلعاته، وما يثمره من ولادة أحرار، وبزوغ طاقات ترفض الذلة والتبعية، او تعطيل العقول وتحجيمها...!!
وبالأمس القريب تعرض الاستاذ احمد منصور، مذيع الجزيرة اللامع، من خلال برنامجي (بلا حدود، وشاهد على العصر)، الى أسلوب كيدي همجي في ألمانيا، يبرهن على اختلال القانون الديمقراطي في الغرب، ومدى تعاطيهم مع القضايا العربية، وكيف أنهم في صف الاستبداد والانقلاب العسكري، والمدعوم صهيونيا،والذي يرتكب شتى الانتهاكات والحماقات السياسية، وليس أقلها محاولة اعتقال صحفي حر، آثر الحقيقة الغراء على الحماقة البهلاء، والممارسات الرعناء...!
ولم يبع ضميره وعلمه ومبدأه، لأجل مال رخيص، او مرتبة سامية، او امتياز فاخر...!
والمؤسف في الطغاة، أنهم يريدون جر العالم الحر معهم، وكادوا يورطون ديمقراطية الغرب، الساكتة على الانتهاكات الداخلية ، في التماهي مع الطغيان الى أبعد الحدود، ظانين أن تلفيق التهم والأكاذيب الصريحة للنشطاء والصحفيين ، كافٍ في الاعتقال والتهمة بالإرهاب..!
ففضحهم الله، وأضحك العالم عليهم، ولم يمض يوم، إلا ويسخر منهم العالم الحر المتحضر ،ويضحك بلا انتهاء، فباءوا بالخيبة وانقلبوا صاغرين....!
ويا للعجب... هل اشتاقت ألمانيا الى نازيتها القديمة، وحنّت لعصور الحيف والمحق والاستبداد؟ وكيف لها أن تتكدر من صحفي حر، مارس حقه في التعبير الموضوعي، والرافض لكل أشكال الهوان المصبوبة على المواطن العربي...!
لقد بات الظلمة إخوةً في المبدأ والمصلحة والقهر، وانجرف دعاة الحرية والحقوق إلى مهاوي العسف والتكميم والخناق، ليسجلوا لأنفسهم فضيحة دولية وإعلامية حقوقية، كانوا في غنى عنها لو تورعوا، وانتهجوا خطهم الحقوقي في السماح للصحافة بالهواء الطلق، وأنها وظيفة لا يسوغ نعتها بالجريمة ....!
ولكن يأبى الله تعالى إلا وتدوي فضيحة الكذبة والظلمة، والمشاركين في ترسيخ الاستبداد القمعي، والحائلة دون نهضة الأمة وبروزها، والخلاصة أن الغرب لا يعني له تحرر الشعوب العربية ولا زهوها بربيعها، بل يعتقد أن ذلك يهدد مصالحه، وأنه لن يتكيف وينعم إلا في ظل الطغاة المستبدين،،،! ولا مانع لديه من تزوير القوانين، واختراق مبادئه الداخلية مقابل حفنة من العمالة والدراهم والتسهيلات،،، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ومضة/ حقوق الإنسان والصحافة الحرة، شعارات غربية لا يسمحون بنقلها للمنطقة العربية...!
د.حمزة بن فايع الفتحي