{أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}

أبو فهر المسلم

اعفُ متى قَدرتَ، واغفر متى استُرحمتَ، واصفَح متى طُلب منك، ما وجدتَ إلى ذلك سبيلًا!

  • التصنيفات: تزكية النفس - محاسن الأخلاق -

{أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}؟! أرجى آية في كتاب الله!
في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ} [النور من الآية:11].

قالت عائشة رضي الله عنها:
"لما أنزل الله هذا في برائتي، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، -وكان يُنفق على مِسطح بن أثاثة، لقرابته منه، وفقره-: والله لا أنفق على مِسطح شيئًا أبدًا، بعد الذي قال لعائشة ما قال، -وكان مِسطح ممَّن خاض في حادثة الإفك-.

فأنزل الله: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}؟! [النور:22]، قال أبو بكر: بلى والله إني أحبُّ أن يَغفر الله لي! فرجع إلى مِسطح النفقة التي كان يُنفق عليه.. وقال: والله لاأنزعها منه أبدًا" (متفق عليه).

وزاد مسلم في روايته:
"قال حبّان بن موسى: قال عبد الله بن المبارك: هذه أرجى آية في كتاب الله".

قلتُ:
فاعفُ متى قَدرتَ، واغفر متى استُرحمتَ، واصفَح متى طُلب منك، ما وجدتَ إلى ذلك سبيلًا!
وتعزَّ وتسلَّ بما واساك به الغفور الرحيم: {أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}؟!!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام