إياك أن تبارز الله بهذه النعمة
أبو الهيثم محمد درويش
البيان وحسن التوضيح سواء بفصاحة اللسان أو براعة القلم نعمة من الله، من الناس من يسخر نعمة الله عليه في مرضاته، ويحاول شكر المنعم على قدر الاستطاعة، ومنهم من يستخدم نعمة الله بمبارزة المنعم ومحاربته ومحاربة أوليائه، والسعي في نشر الفتن وإطفاء نور الله، وهيهات أن يفعلوا فالله متم نوره ولو كرهوا..
- التصنيفات: تربية النفس -
نعمة من الله فإياك أن تبارزه بها..
البيان وحسن التوضيح سواء بفصاحة اللسان أو براعة القلم نعمة من الله.
من الناس من يسخر نعمة الله عليه في مرضاته، ويحاول شكر المنعم على قدر الاستطاعة.
ومنهم من يستخدم نعمة الله بمبارزة المنعم ومحاربته ومحاربة أوليائه، والسعي في نشر الفتن وإطفاء نور الله.
وهيهات أن يفعلوا فالله متم نوره ولو كرهوا..
فما أبعد هؤلاء عن شكر النعمة!
وما أجمل أن نشكر الله بشكر النعمة ووضعها في محلها.
- قال الله تبارك وتعالى: {الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرَّحمن:1-4].
قال ابن عطية: "البَيان النُّطق والفهم والإبانة عن ذلك بقول قاله ابن زيد والجمهور، وذلك هو الذي فضَّل الإنسان من سائر الحيوان".
وقال السمرقندي: "{عَلَّمَهُ الـبَيَان} يعني: الكلام، ويقال: يعني: الفَصَاحة، ويقال: الفهم".
- وقال الله تعالى على لسان نبيه موسى عليه السَّلام: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ . قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} [القصص: 34-35].
قوله: {هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا} أي: "أحسن بيانًا عما يريد أن يبينه {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} يقول: عونًا {يُصَدِّقُنِي}: أي يبين لهم عني ما أخاطبهم به".
- وقال أيضًا على لسانه: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي} [طه: 27-28].
قال الشَّافعي: "الفَصَاحة إذا استعملتها في الطَّاعة أشفى وأكفى في البَيَان، وأبلغ في الإعذار، لذلك دعا موسى ربَّه، فقال {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي} لما عَلِم أنَّ الفَصَاحة أبلغُ في البَيَان".
وقال السعدي: "أنَّ الفَصَاحة والبَيَان مما يعين على التَّعليم، وعلى إقامة الدَّعوة، لهذا طَلَب موسى من ربِّه أن يحلَّ عقدة من لسانه؛ ليفقهوا قوله".