إلى المتنطعين: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ}
أبو الهيثم محمد درويش
قال لهم إن الله يريد منهم ذبح بقرة بلا أدنى مواصفات مطلوبة! فشقوا على أنفسهم وتزيدوا في الاستفهامات التنطعية فكان التشديد عليهم بما كسبت أيديهم، فإياك والتنطع والتشدد المبني على التكاسل وضعف الأداء والتأخر في إجابة أوامر الملك سبحانه.
- التصنيفات: القرآن وعلومه -
{أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [البقرة:108]، تعنت في الأسئلة وتنطع في الاستفهام..
قال لهم إن الله يريد منهم ذبح بقرة بلا أدنى مواصفات مطلوبة! فشقوا على أنفسهم وتزيدوا في الاستفهامات التنطعية فكان التشديد عليهم بما كسبت أيديهم.
فإياك والتنطع والتشدد المبني على التكاسل وضعف الأداء والتأخر في إجابة أوامر الملك سبحانه.
قال العلامة السعدي رحمه الله:
"ينهى الله المؤمنين، أو اليهود، بأن يسألوا رسولهم {كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ} والمراد بذلك أسئلة التعنت والاعتراض، كما قال تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنزلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} فهذه ونحوها، هي المنهي عنها.
وأما سؤال الاسترشاد والتعلم، فهذا محمود قد أمر الله به كما قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ويقررهم عليه، كما في قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} و{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} ونحو ذلك.. ولما كانت المسائل المنهي عنها مذمومة، قد تصل بصاحبها إلى الكفر، قال: {وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}".