مكر الليل والنهار {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ}
أبو الهيثم محمد درويش
بأيدينا وبأيدي أعدائنا نصنع أسباب فشلنا، وقد حذرنا ربنا تبارك وتعالى من كل ذلك، ووضح لنا السبيل للخلاص بالالتجاء لشريعته ومنهجه والتقرب إليه سبحانه.
- التصنيفات: القرآن وعلومه -
مكر الليل والنهار، اصطناع الطغاة وزرع الجواسيس والطابور الخامس والمنافقين في صفوف الأمة الإسلامية..
سلاح الإعلام المدمر للقيم والمبادئ، القتل الاقتصادي البطىء، التدمير الاجتماعي الممنهج ببث أسباب الفرقة والتشرذم واختلاق النزاعات بين أفراد الأمة، من خلال تدريب كوادر حزبية وسياسية ماكرة وفاسدة ومفسدة، ومن خلال التوجيه الإعلامي الممنهج.
تدمير التعليم، تدمير الصحة..
بأيدينا وبأيدي أعدائنا نصنع أسباب فشلنا، وقد حذرنا ربنا تبارك وتعالى من كل ذلك، ووضح لنا السبيل للخلاص بالالتجاء لشريعته ومنهجه والتقرب إليه سبحانه فقال: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة:109-110].
قال العلامة السعدي رحمه الله:
"أخبر عن حسد كثير من أهل الكتاب، وأنهم بلغت بهم الحال، أنهم ودوا: {لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا}، وسعوا في ذلك، وأعملوا المكايد، وكيدهم راجع عليهم، كما قال تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} وهذا من حسدهم الصادر من عند أنفسهم، فأمرهم الله بمقابلة من أساء إليهم غاية الإساءة بالعفو عنهم والصفح حتى يأتي الله بأمره.
ثم بعد ذلك، أتى الله بأمره إياهم بالجهاد، فشفى الله أنفس المؤمنين منهم، فقتلوا من قتلوا، واسترقوا من استرقوا، وأجلوا من أجلوا {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، ثم أمرهم الله بالاشتغال في الوقت الحاضر، بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة وفعل كل القربات، ووعدهم أنهم مهما فعلوا من خير، فإنه لا يضيع عند الله، بل يجدونه عنده وافرا موفرا قد حفظه {إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}".