نفس مبادئ العلمانيين: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ..}
أبو الهيثم محمد درويش
جنتهم المزعومة -يعني العلمانيون- تتمثل في: حرية الجنس بلا قيود وحرية التعري بلا قيود، وحرية الرأي ولو بتجريح الآخر وتسفيه عقائده وسب الله وتسفيه الدين، وفي السياسة حريتهم محدودة بانتصاراتهم فقط، أما لو انتصر أهل الدين تخلوا عن علمانيتهم وتسربلوا بالطواغيت ليسوموا أهل الدين سوء العذاب دفاعًا عن العلمانية والليبرالية وأهلها!
- التصنيفات: القرآن وعلومه -
العلمانيون في ديار الإسلام لا يدخل جنتهم المزعومة إلا من تبع طريقتهم وتخلي عن قيمه ومباديء دينه، التي يعتبرونها قيودًا تحول بينهم وبين حريتهم المزعومة، التي يدافعون عنها حتى لو طغت على حريات الآخرين.
جنتهم المزعومة تتمثل في: حرية الجنس بلا قيود وحرية التعري بلا قيود، وحرية الرأي ولو بتجريح الآخر وتسفيه عقائده وسب الله وتسفيه الدين، وفي السياسة حريتهم محدودة بانتصاراتهم فقط، أما لو انتصر أهل الدين تخلوا عن علمانيتهم وتسربلوا بالطواغيت ليسوموا أهل الدين سوء العذاب دفاعًا عن العلمانية والليبرالية وأهلها!
نفس المبادي قالها قبلهم سلفهم الأولون..
قال تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:111-112].
قال العلامة السعدي رحمه الله:
"أي: قال اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا، وقالت النصارى: لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى، فحكموا لأنفسهم بالجنة وحدهم، وهذا مجرد أماني غير مقبولة، إلا بحجة وبرهان، فأتوا بها إن كنتم صادقين، وهكذا كل من ادعى دعوى، لا بد أن يقيم البرهان على صحة دعواه، وإلا فلو قلبت عليه دعواه، وادعى مدع عكس ما ادعى بلا برهان لكان لا فرق بينهما، فالبرهان هو الذي يصدق الدعاوى أو يكذبها، ولما لم يكن بأيديهم برهان، علم كذبهم بتلك الدعوى.
ثم ذكر تعالى البرهان الجلي العام لكل أحد، فقال: {بَلَى} أي: ليس بأمانيكم ودعاويكم، ولكن {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} أي: أخلص لله أعماله، متوجها إليه بقلبه، {وَهُوَ} مع إخلاصه {مُحْسِنٌ} في عبادة ربه، بأن عبده بشرعه، فأولئك هم أهل الجنة وحدهم.
{فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} وهو الجنة بما اشتملت عليه من النعيم، {وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} فحصل لهم المرغوب، ونجوا من المرهوب، ويفهم منها، أن من ليس كذلك، فهو من أهل النار الهالكين، فلا نجاة إلا لأهل الإخلاص للمعبود، والمتابعة للرسول".