بيانٌ في وجوبِ نصرةِ غــزَّة ودعمِ الجهادِ الفلسطيني
حامد بن عبد الله العلي
وكيف إذا كان العدوان الصهيوني عليهم بسبب إيمانهم ، وقيامهـم بالجهاد
لحماية المسجـد الأقصى من كيد اليهود ، ولتطهيـر أرض فلسطين من رجـس
الصهاينـة ، وأولياءهم من الخونة ، لتعـود إلى حضن الأمـّة ، وتذهب
عنها المحنة ، و تنكشف الغمَّـة ؟!
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
قال الحق سبحانه: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [سورة الأنفال: 72]، وقال صلى الله عليه و سلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله» [رواه مسلم]، «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه» [رواه البخاري]، وبعد:
فإنَّ العدو الصهيوني أعلن متحدِّيـا أمَّة الإسلام أنه سيقوم بعدوان شامل على غـزة ـ ولم يزل مجرما معتديا ـ وذلك بعد أن أنهكها بالحصار تحت سمع وبصر ـ بل مع دعـم ـ دول الجوار، مستغـلاً خيانة الزعمـاء، في ظـلِّ صمـت مَـنْ حمَّلهـم الله تعالى أمانـة العلم، لا ليبيِّنوا الفرض الديني العظيم بوجوب نصرة المسلمين، وأنَّه من أوجب الواجبات، وأعظم الفرائض المحتمات فحسب، بل ليحرِّضوا على النصرة بكلِّ سبيل في جميع الديـار، وليدعوا إليها على كـلِّ منـار، وليكشفوا حكم من خذَّل عنها فَجـَار، حتى تستنهض الأمـة من سباتها، وتقوم لنصرة فلسطين من جميع جهاتها.
وإنَّ هذا لمـن أعظم الواجبات، لو تعرضت أيُّ طائفة من المسلمين لعدوان في أيِّ بلد من البلدان، فكيف إذا كان نصرهم بسبب عدوان الصهاينة، الذين هم أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا بنص القرآن، وهـم مع ذلك محتلّون لفلسطين، ويقترفون من جرائم الإبادة، وإهراق الدماء، وقتل الأبرياء، وهدم البيوت، وتشريد الأسر، والتوسـُّع الإستيطاني، يقترفون من ذلك في كلِّ يوم ما تكاد له السموات تتفطَّر، والجبال تنشقُّ وتتكسَّـر.
وكيف إذا كان العدوان الصهيوني عليهم بسبب إيمانهم، وقيامهـم بالجهاد لحماية المسجـد الأقصى من كيد اليهود، ولتطهيـر أرض فلسطين من رجـس الصهاينـة، وأولياءهم من الخونة، لتعـود إلى حضن الأمـّة، وتذهب عنها المحنة، وتنكشف الغمَّـة؟!
فإنَّ هذا يضاعف التأكيـد على الفرضية، ويزيد من إثم المتقاعـس عن نصرة هذه القضية.
هذا وينبغـي أن يعـلم أنَّ العدو الصهيوني الخبيث قـد بات اليـوم في أسوء أحواله، قد أنهكه الدمار الإقتصادي الذي حلَّ بـه وبأوليائه، وخارت عزيمـته، وضعـفت قوّته، فقيادته آخذة في التخبّط، وشعبه آخذ في التسخّـط.
وما سيأتي أشـدّ عليه مما هو فيه، وقد جرت عليه، وعلى الغـرب المؤيد له، سنة الله في الظالمين المعتدين، والحمد لله رب العالمين.
وذلك بيّن واضح من خوفه من دخول غـزَّة ـ رغم حصارها الخانـق ـ فلـم يعـد في العدو الصهيوني قائـدٌ يجـرؤ أن يتّخذ هذا القرار، لإنـّه يعلم أنه لـم يبق في جنود الكيان الصهيوني إلاَّ الخـور، وقـد أصابهم بسبب صمود المقاومة، وعملياتها المباركة، الخسـائر العظيمة بالغـة الضرر.
وبهذا يعـلم أنَّ في دعم الجهاد الفلسطيني اليوم ليصمد، إسراعٌ بقطع دابر الإحتلال، وفي خذلانه إعانـةٌ للمحتل وهو في أضـيق حال، وهذه والله هي الجريمة العظيـمة، والخطيـئة الجسـيمة.
وإنَّ واجـب النصـرة يشمل:
وجوب السعي لكسر الحصار عن غـزَّة بكل الوسائل، ومنها تسيير السفن، وإختراق الحواجـز البرية.
وإرسال المال إليها، وإلى كلِّ الجهاد الفلسطيني لدعم جهادهم، وصمودهم.
والتصعيد الإعلامي لجعل هذه القضية من أولويات الأمـّة لاسيما في بيانات العلماء، وخطابات الدعاة في جميع وسائل الإعـلام، بما في ذلك تكوين اللجان الدائمة التي مهمّتها أن تبقي القضية حيّة في الضمير الإسلامي حتى ينفك الحصار، ويثـمر الجهاد الفلسطيني ثماره المباركـة.
والسعـي الحثيث لغرس ثقافة الجهـاد في نفوس الأمّـة، إعداداً لها لإحياء هذه الفريضة العظيـمة إحياءً شامـلا.
ومحاربة كلِّ الوسائل الخبيثـة لتشويه صورة هذه الفريضة في نفوس المسلمين، وتهجين سمعـتها في قلوب المؤمنـين.
هذا البيان وعلى الله البـلاغ، وحسبنا الله ونعـم الوكيـل، نعم المولى ونعم النصيـر.
اليومَ
صوُلي يا يهودُ فكلُّنا ** بالله آمنَّا ، بعـزْمٍ ما
انْثــنى
عزمٌ به خُضْنا المخاطرَ دائمـاً ** قد كان للأبطالِ دوْماً
ديدنا
اليومَ صُولي يا يهودُ وعرْبدِي** وتخطْرفي بالظُّلمِ
جَهْرا مُعْلنا
فغداً لكمْ وعدٌ عليْنا ضربةٌ ** شعواءُ تجعلكُمْ رَميماً
مُنْتـنا
اليومَ قرُّي يا خيـانةُ أعينا ** وترقـبَّي فنفوسُنا
لن تذعنا
فغداً لكم سيفٌ يحزُّ رقابكم ** فحسابكم بالمصلتات وبالقنا
ويلٌ لمن خانُوا قضيةَ قُدْسهم ** زعماء ذلُّوا لليهـودِ
تفنـَّنا
فليُلْعنـوا إنَّ الزعيم إذا حَنا ** للأجنبـي فحقُّـه أن
يُلعنـا
سرّ ياهنيةُ بالرجال مصابِراً ** بالحقِّ ، والنصْـر
المظفَّر مؤمنا
إنّا لمن قومٍ أبتْ أجدادُهـم** إلاَّ كرامتهُمْ تُصانُ من
الونـى
جعلوُا المنايا كالخيولِ تسابقوُا** والعـزُّ غايتهم عليهـا
يُجتنى
وسعوْا لرضوانِ الإلهِ يحضُّهم ** ويقودُهم وحيُ الإلهِ
مهيْمنا
بتصرف يسير